كتاب المعين على تفهم الأربعين ت دغش

روى عنه الترمذي حديثًا واحدًا.
فائدة: البُخَاري -بضَمِّ الباء المُوَحّدة، ثُمَّ خاءٌ مُعجَمَة- نسبةً إلى بخارى: بلدٌ معروفٌ بما وراء النهر، خَرَجَ مِنها جماعَةٌ مِن العلماء في كُلِّ فن، ولها تاريخ، ومِن أَجَلِّهم صاحِبُ "الصَّحِيح" هذا.
والقُشَيري: -بفتح الشين وسكون الياء المثناة تحت، ثمَّ راء، ثُمَّ ياء النِّسبة- نِسْبَة إلى قُشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، قبيلة كبيرةٌ، يُنسب إليها جماعةٌ مِن العلماء منهم هذا الإمام.
قلتُ: والقُشيري -أيضًا- نسبةً إلى قُشير بطنٌ مِن أسلَم، منهم: سلمَةُ بن الأكوَع (¬1).
فائدة أخرى: قِراءَةُ الحديث يُسْتَشْفَى بها عِنْدَ نُزول الكَرب، وكيفَ لا وهي أحدُ الوَحيَيْن.
حكى أبو الحسين الفَرَّاء في "طبقاته" أنَّ البخاري ذهبَت عَيْنَاهُ في صِباه فرأَى في منامِهِ إبراهيم الخليل -صلوات اللهِ وسلامُهُ عليه- فتفل فيها، أو دَعَا له فَعَادَت (¬2).
فَكَأَنَّ قراءةَ الناسِ لكِتَابهِ عندَ حُلولِ الكَزبِ مأخوذٌ مِنْ ذلك؛ لأنَّ مُصَنِّفَهُ
¬__________
(¬1) ترجمة "الإمام مسلم" في: "تهذيب الكمال" (27/ 499)، و"السير" (12/ 557).
(¬2) هو ابن أبي يعلى الحنبلي، والقصة رواها في "طبقات الحنابلة" (2/ 251 - 252) من طريق الخطيب، وقد رواها الخطيب في "تاريخه" (2/ 10)، واللالكائي في "السنة" (9/ 290 رقم 229)، وذكرها المزي في "تهذيب الكمال" (24/ 445)، والذهبي في "السير" (12/ 392، 393)، وابن ناصر الدين الدمشقي في "تحفة الإخباري" (179).

الصفحة 77