وهِجرَةُ مَنْ أسلم مِن أهل مَكَّةَ إلى المدينة، ثُمَّ إلى أهلِهِ (¬1).
وهِجْرَةُ ما نَهى اللهُ تعالى عنهُ وهي العُظْمَى، وقَد أوضَحْتُها في "شَرحي للعُمدَة" (¬2).
وفي الحديث: "المُجَاهدُ مَنْ جَاهدَ نَفْسَهُ، والمُهاجِر مَنْ هجَرَ مَا نَهى اللهُ عنهُ" (¬3).
وأفْضَلُ المُسْلِمِين أصحابُ الهِجرَتَيْن إلأ ما خَصهُ الدليل.
والهِجْرَةُ باقيةٌ إلى يومِ القِيامة. وحديث "لا هجْرَةَ بَعْدَ الفَتْح" (¬4) مُؤَؤَلٌ: إمَّا على الكَمَال؛ وإمَّا على الهِجْرة من مَكَّةَ إذا صارت دار إسلام (¬5).
العشرون: قوله -عليه الصلاة والسلام-: "فمن كانت هجرتهُ إلى الله ورسوله" أي: نِيَّةً وعقدًا، "فهِجرَتُهُ إلى الله ورسوله" حُكْمًا وشَرعًا، أو مقبولةً. وإنما قدَّرنا ذلك؛ لأنَّ الشَرط والجزاء والمبتدأ والخبر لا بُدَّ مِن تغايرهما.
¬__________
(¬1) هذه هجرة من أسلم من أهل مكَّةَ ليأتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يرجع إليها كفعل صفوان بن أمية ومهاجرة الفتح. "الإعلام" (1/ 199).
(¬2) "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" (1/ 198 - 200).
(¬3) رواه أحمد (39/ 381 رقم 23958)، وابن المبارك في "الزهد" (284 رقم 826)، وابن حبان (11/ 204 رقم 4862)، والطبراني في "الكبير" (18/ 309 رقم 796)، والحاكم (1/ 10 - 11) من حديث فَضَالة بن عُبيْد - رضي الله عنه - وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات. والحديث له طرق أخرى، وفي الباب عن أنس، وأبي ذر - رضي الله عنه -، والحديث صححه ابن حبان، وجوَّد إسناده الألباني في "الصحيحة" (3/ 483 رقم 1496).
(¬4) رواه البخاري (3/ 14 رقم 1834، 2783، 2825، 3077، 3189)، ومسلم (2/ 986 رقم 1353) عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.
(¬5) انظر إجابة أوسع للمؤلف في: "الإعلام" (6/ 122).