كتاب المعين على تفهم الأربعين ت دغش

الحادي بعد العِشرين: قوله -عليه الصلاة والسلام-: "فمَن كانت هجرته إلى الله ورسوله" هوَ تفصيلٌ لِمَا سَبَقَ في قوله: "إنما الأعمال بالنيَّات" وإنَّمَا فَرَضَ الكَلامَ في الهِجْرة؛ لأنَّها السَّبَبُ الباعِثُ على هذا الحديث كما سيأتي.
وقوله: "فمن كانت هجرته ... " إلى آخره، هو على عُمُومه؛ لاختصاصها بالهجرة التي هي مِنْ العِبَادَات وهي مُتَوَقِّفة على النيَّة.
الثاني بعد العشرين: "الدُّنيا" بِضَمِّ الدال على المشهور، وحُكِيَ كَسْرُها (¬1).
وقوله: "دنيا" هو مقصورٌ غير مُنَوَّن -على المشهور- وحُكِيَ تنوينها، وهي مِن: دنوتُ، لِدنوها وسَبْقها الدار الآخرة.
وفي حقيقة الدنيا قولان للمتكلمين:
أحدهما: ما على الأرض من الهواء والجو.
وأظهرهما: كل المخلوقات من الجواهر والأعراض الموجودة قبل الدار الآخرة (¬2).
الثالث بعد العشرين: المرادُ بالإصَابةِ: الحُصُول، شبَّه تحصيلَ الدنيا بإِصَابَةِ الغَرَضِ بالسَّهم بجَامِع حُصُولِ المقصود.
¬__________
(¬1) حكاه ابن قَتيبة في "أدب الكاتب" (425)، وانظر: "الصحاح" للجوهري (6/ 2342)، و"التنقيح" للزركشي (1/ 6)، و"منتهى الآمال" (139).
(¬2) انظر: "البدر المنير" (1/ 664)، و"الإعلام" (1/ 203)، و"طرح التثريب" (2/ 25)، و"الفتح" (1/ 23 - 24)، و"منثهى الآمال" (140 - 141).

الصفحة 91