كتاب الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي حكم عليها الحافظ ابن كثير في تفسيره

الناس الخير ولا يعمل به كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه". (¬1)
هذا حديث غريب من هذا الوجه. (البقرة: 44)
39 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من دعا الناس إلى قول أو عمل ولم يعمل هو به لم يزل في ظل سخط الله حتى يكف أو يعمل ما قال، أو دعا إليه". (¬2)
إسناده فيه ضعف. (البقرة: 44)
40 - عن أنس، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " فلق الله البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء ". (¬3) وهذا ضعيف من هذا الوجه فإن زيدا العَمِّيّ فيه ضعف، وشيخه يزيد الرقاشي أضعف منه. (البقرة: 50)
41 - وقد رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره، من طريق آخر، عن أبي هريرة، فقال: حدثنا أحمد بن الحسن بن أحمد البصري، حدثنا أسلم بن سهل، حدثنا القاسم بن عيسى، حدثنا طلحة بن عبد الرحمن، عن قتادة عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين".
وهذا حديث غريب من هذا الوجه، وطلحة بن عبد الرحمن هذا سلمي واسطي، يكنى بأبي
محمد، وقيل: أبو سليمان المؤدب قال فيه الحافظ أبو أحمد بن عدي: روى عن قتادة أشياء لا يتابع عليها. (¬4)
ثم قال الترمذي حدثنا محمد بن بشار، حدثنا معاذ بن هشام، حدثنا أبي، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة: أن ناسا من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالوا: الكمأة جدري الأرض، فقال نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم".
وهذا الحديث قد رواه
¬_________
(¬1) قال ابن أبي حاتم (علل الحديث برقم (1868): سألت أبي عنه فقال: (قَالَ أَبِي: لا يشبه هَذَا الْحَدِيث حَدِيث الأَعْمَش، لأن الأَعْمَش لم يرو عَنْ أَبِي تميمة شيئا، وهو بأبي إِسْحَاق أشبه). (يراجع)
(¬2) ورواه أبو نعيم في الحلية (2/ 7) من طريق الطبراني، وقال الهيثمي في المجمع (7/ 276): "فيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وقال: يخطئ، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات".
(¬3) مسند أبي يعلى (7/ 133). قال الهيثمي في المجمع (3/ 433): (رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وفيه كلام وقد وثق)، والصواب أنه ضعيف كما ذكر ابن كثير.
(¬4) الكامل لابن عدي (4/ 114).

الصفحة 39