كتاب الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي حكم عليها الحافظ ابن كثير في تفسيره

اختلف - كما ترى فيه - على شهر بن حوشب، ويحتمل عندي أنه حفظه ورواه من هذه الطرق كلها، وقد سمعه من بعض الصحابة وبلغه عن بعضهم، فإن الأسانيد إليه جيدة، وهو لا يتعمد الكذب، وأصل الحديث محفوظ عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما تقدم من رواية سعيد بن زيد. (البقرة: 57)
42 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لولا أن بني إسرائيل قالوا: {وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} لما أعطوا، ولكن استثنوا". (¬1)
ورواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره من وجه آخر، عن سرور بن المغيرة، عن زاذان، عن عباد بن منصور، عن الحسن، عن حديث أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لولا أن بني إسرائيل قالوا: {وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} ما أعطوا أبدًا، ولو أنهم اعترضوا بقرة من البقر فذبحوا لأجزأت عنهم، ولكنهم شددوا، فشدد الله عليهم". (¬2)
وهذا حديث غريب من هذا الوجه، وأحسن أحواله أن يكون من كلام أبي هريرة، كما تقدم مثله عن السدي، والله أعلم. (¬3) (البقرة: 70)
43 - عن ابن عمر أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي".
رواه الترمذي في كتاب الزهد من جامعه، عن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج، صاحب الإمام أحمد، به. ومن وجه آخر عن إبراهيم بن عبد الله بن الحارث بن حاطب، به، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم. (¬4) (البقرة: 74)
44 - وقال ابن أبي حاتم: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني
¬_________
(¬1) تفسير ابن أبي حاتم (1/ 223). وضعفه الألباني في الضعيفة ح (1652).
(¬2) قال الحافظ ابن حجر: (فيه عباد بن منصور وهو ضعيف).
(¬3) ورد عن ابن عباس موقوفا عليه بإسناد صحيح كما قال ابن كثير (1/ 301).
(¬4) سنن الترمذي برقم (2411)، وضعفه الألباني في الضعيفةح (920)، وأورده الإمام مالك في الموطأ (2/ 986) بلاغًا عن عيسى عليه السلام. وهذا هو اللائق بمثل هذا الكلام أن يكون مما يرويه أهل الكتاب عن عيسى عليه الصلاة والسلام، وليس من حديث نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وقال عنه الألباني: أثر ضعيف كما في ضعيف الترغيب ح (1719).

الصفحة 42