كتاب الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي حكم عليها الحافظ ابن كثير في تفسيره

عمرو بن الحارث، عن دَرَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "ويل واد في جهنم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفًا قبل أن يبلغ قعره".
ورواه الترمذي عن عبد بن حميد، عن الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دراج، به. (¬1) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة.
قلت: لم ينفرد به ابن لهيعة كما ترى، ولكن الآفة ممن بعده، وهذا الحديث بهذا الإسناد - مرفوعًا - منكر، والله أعلم. (¬2) (البقرة: 79)
45 - عن عثمان بن عفان، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} قال: "الويل جبل في النار. وهو الذي أنزل في اليهود؛ لأنهم حَرَّفوا التوراة، زادوا فيها ما أحبوا، ومحوا منها ما يكرهون، ومحوا اسم محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من التوراة. ولذلك غضب الله عليهم، فرفع بعض التوراة، فقال: {فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}. (¬3) وهذا غريب أيضا جدًا. (البقرة: 79)
46 - عن الشعبي، قال: نزل عمر الروحاء، فرأى رجالا يبتدرون أحجارًا يصلون إليها، فقال: ما بال هؤلاء؟ قالوا: يزعمون أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلى هاهنا. قال: فكفر ذلك. وقال: إنما رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أدركته الصلاة بواد صلاها ثم ارتحل، فتركه. ثم أنشأ يحدثهم، فقال: كنت أشهد اليهود يوم مِدْرَاسهم فأعجب من التوراة كيف تصدق الفرقان، ومن الفرقان كيف يصدق التوراة؟ فبينما أنا عندهم ذات يوم، قالوا: يا ابن الخطاب، ما من أصحابك أحد أحب إلينا منك. قلت: ولم ذلك؟ قالوا: إنك تغشانا وتأتينا. فقلت: إني آتيكم فأعجب من الفرقان كيف يصدق التوراة، ومن التوراة كيف
¬_________
(¬1) تفسير ابن أبي حاتم (1/ 243)،وسنن الترمذي برقم (3164).وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي ح (617)، وضعيف الجامع ح (6148).
(¬2) قال الحافظ ابن كثير عن هذا الحديث في تفسير سورة المدثر الآية (17): وفيه غرابة ونكارة، وقال أيضا في تفسير سورة المعارج الآية (19): ولا يصح، وقال في سورة المرسلات الآية (15): وقد قدمنا في الحديث أن "ويل": واد في جهنم. ولا يصح.
(¬3) تفسير الطبري (2/ 268). قال أحمد شاكر في تحقيقه للطبري: (فهذا الحديث لا أظنه مما يقوم إسناده).

الصفحة 43