كتاب الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي حكم عليها الحافظ ابن كثير في تفسيره

المشرق والمغرب قبلة". (¬1)
وقال الترمذي: وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة. وتكلم بعض أهل العلم في أبي معشر من قبل حفظه، ثم قال الترمذي: حدثني الحسن بن [أبي] بكر المروزي، حدثنا المعلى بن منصور، حدثنا عبد الله بن جعفر المخزومي، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ما بين المشرق والمغرب قبلة". (¬2)
ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وحكى عن البخاري أنه قال: هذا أقوى من حديث أبي معشر وأصح. قال الترمذي: وقد روي عن غير واحد من الصحابة: ما بين المشرق والمغرب قبلة - منهم عمر بن الخطاب، وعلي، وابن عباس.
وقال ابن عمر: إذا جعلت المغرب عن يمينك والمشرق عن يسارك، فما بينهما قبلة، إذا استقبلت القبلة.
ثم قال ابن مَرْدُويه: ... عن ابن عمر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "ما بين المشرق والمغرب قبلة". وقد رواه الدارقطني والبيهقي (¬3) وقال المشهور: عن ابن عمر، عن عمر، قوله.
(البقرة: 115)
57 - قال ابن أبي حاتم: حدثنا يونُس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن دَرَّاجًا أبا السمح حدثه، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كل حرف من القرآن يذكر فيه القنوت فهوالطاعة".
وكذا رواه الإمام أحمد، عن حسن بن موسى، عن ابن لَهِيعة، عن دَرّاج بإسناده، مثله. (¬4)
ولكن هذا الإسناد ضعيف لا يعتمد عليه. ورفع هذا الحديث منكر، وقد
¬_________
(¬1) سنن الترمذي برقم (342) وسنن ابن ماجة برقم (1011).
(¬2) سنن الترمذي برقم (344).
(¬3) سنن الدارقطني (1/ 270) وسنن البيهقي (2/ 9) وهو معلول والصواب وقفه. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 184): "سئل أبو زرعة عن حديث رواه يزيد بن هارون، عن محمد بن عبد الرحمن، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما بين المشرق والمغرب قبلة" قال أبو زرعة: "هذا وهم، الحديث حديث ابن عمر موقوف".
(¬4) تفسير ابن أبي حاتم (1/ 348) والمسند (3/ 75).وضعفه الألباني في الضعيفةح (4105)، وضعيف الجامع ح (9709).

الصفحة 55