كتاب الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي حكم عليها الحافظ ابن كثير في تفسيره

59 - عن ابن عمر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في قوله: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} قال: "يتبعونه حق اتباعه"، ثم قال: في إسناده غير واحد من المجهولين فيما ذكره الخطيب إلا أن معناه صحيح. (¬1) (البقرة: 121)
60 - وروي عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن أتخذ المنبر فقد اتخذه أبي إبراهيم، وإن أتخذ العصا فقد اتخذها أبي إبراهيم"
قلت: هذا حديث لا يثبت، (¬2) والله أعلم. (البقرة: 124)
61 - 62 - قال أبو جعفر بن جرير ما حاصله: أنه يجوز أن يكون المراد بالكلمات جميعُ ما ذكر، وجائز أن يكون بعض ذلك، ولا يجوز الجزمُ بشيء منها أنه المرادُ على التعيين إلا بحديث أو إجماع. قال: ولم يصح في ذلك خبر بنقل الواحد ولا بنقل الجماعة الذي يجب التسليم له.
قال: غَيْرَ أنه قد روي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في نظير معنى ذلك خبران:
أحدهما ... عن سهل بن معاذ بن أنس، قال: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله {الَّذِي وَفَّى} [النجم: 37]؟ لأنه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: 17] حتى يختم الآية". (¬3)
قال: والآخر منهما: ... عن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} أتدرون ما وفى؟ ". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "وفَّى عمل يومه، أربع ركعات في النهار".ورواه آدم في تفسيره، عن حماد بن سلمة. وعبد بن حميد، عن يونس بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن جعفر بن الزبير، به. (¬4)
ثم شرع ابن جرير يضعف
¬_________
(¬1) قال الحويني: (حديثٌ باطلٌ أخرجه الخطيبُ البغدادي في ((الرواة عن مالكٍ))، وفي (اقتضاء العلم العمل) (118))، وقال الألباني: سنده ضعيف ح (77) كما في اقتضاء العلم العمل.
(¬2) قال الهيثمي في المجمع (1/ 341): (رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وهو ضعيف جداً).
(¬3) تفسير الطبري (3/ 15)، وقال أحمد شاكر: (إسناده منهار لا تقوم له قائمة ....).
(¬4) تفسير الطبري (3/ 16)، وقال أحمد شاكر: (ضعفه أيضًا الطبري ووافقه ابن كثير، كما قلنا في الذي قبله).

الصفحة 57