كتاب الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي حكم عليها الحافظ ابن كثير في تفسيره

67 - عن ابن عباس أن نبي الله قال: "إن بني إسرائيل قالوا: يا موسى، هل يَصْبُغ ربك؟ فقال: اتقوا الله. فناداه ربه: ياموسى، سألوك هل يَصْبُغ ربك؟ فقل: نعم، أنا أصبُغ الألوان: الأحمر والأبيض والأسود، والألوان كلها من صَبْغي". وأنزل الله على نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً}. (¬1) كذا وقع في رواية ابن مردويه مرفوعًا، وهو في رواية ابن أبي حاتم موقوف، وهو أشبه، إن صح إسناده، والله أعلم. (البقرة: 138)
68 - عن مجاهد، عن أبي ذر: أنه سأل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ما الإيمان؟ فتلا عليه: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} إلى آخر الآية. قال: ثم سأله أيضًا، فتلاها عليه ثم سأله. فقال: "إذا عملت حسنة أحبها قلبك، وإذا عملت سيئة أبغضها قلبك".
وهذا منقطع؛ لأن مجاهدًا لم يدرك أبا ذر؛ فإنه مات قديمًا. (البقرة: 177)
69 - وقال المسعودي: حدثنا القاسم بن عبد الرحمن، قال: جاء رجل إلى أبي ذر، فقال: ما الإيمان؟ فقرأ عليه هذه الآية: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} حتى فرغ منها. فقال الرجل: ليس عن البر سألتُكَ. فقال أبو ذر: جاء رجل إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فسأله عما سألتني عنه، فقرأ عليه هذه الآية، فأبى أن يرضى كما أبيت [أنت] أن ترضى فقال له رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأشار بيده: "المؤمن إذا عمل حسنة سَرته ورجا ثوابها، وإذا عمل سيئة أحزنته وخاف عقابها". (¬2)
رواه ابن مَرْدُويه، وهذا أيضًا منقطع، والله أعلم. (البقرة: 177)
70 - وقد روى الحاكم في مستدركه ... عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ} أن تعطيه وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر".
¬_________
(¬1) تفسير ابن أبي حاتم (1/ 403).
(¬2) ورواه محمد بن نصر في (تعظيم قدر الصلاة) برقم (408) من طريق عبد الله بن يزيد والملائي، كلاهما عن المسعودي به نحوه، ورواه الحاكم (2/ 272) من طريق موسى بن أعين، عن عبد الكريم به نحوه، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) وتعقبه الذهبي: (قلت: وهو منقطع). قال الحافظ فى (المطالب العالية) (3/ 74): (هذا منقطع وله طريق أصح منه فى التفسير).

الصفحة 60