كتاب الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي حكم عليها الحافظ ابن كثير في تفسيره

سورة آل عمران
148 - عن أبي غالب قال: سمعت أبا أمامة يحدث، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} قال: "هم الخوارج"، وفي قوله: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}. [آل عمران: 106] قال: "هم الخوارج".
وقد رواه ابن مردويه من غير وجه، عن أبي غالب، عن أبي أمامة مرفوعا، فذكره (¬1)
وهذا الحديث أقل أقسامه أن يكون موقوفًا من كلام الصحابي، ومعناه صحيح؛ فإن أوّل بدعة وقعت في الإسلام فتنة الخوارج. (آل عمران: 7)
149 - عن أبي مالك الأشعري أنه سمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا أخاف على أمّتي إلا ثلاث خلال: أن يكثر لهم المال فيتحاسدوا فيقتتلوا، وأن يفتح لهم الكتاب فيأخذه المؤمن يبتغي تأويله، {وَمَا يَعْلَمُ تَاوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ [كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ]} الآية، وأن يزداد علمهم فيضيعوه ولا يبالون عليه " (¬2) غريب جدا. (آل عمران: 7)
150 - عن أبي سلمة قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "نزل القرآن على سبعة أحرف، والمِرَاءُ في القرآن كفر - ثلاثًا - ما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه". وهذا إسناد صحيح، ولكن فيه علة بسبب قول الراوي: "لا أعلمه إلا عن أبي هريرة" (¬3). (آل عمران: 7)
151 - عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرًا ما يدعو: "يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك"، قلت: يا رسول الله، ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء.
¬_________
(¬1) أحمد في المسند (5/ 262) ورواه الطبراني في الكبير (8/ 325) وابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 60) من طريق أبي غالب به.
(¬2) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 128): (رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش، عن أبيه ولم يسمع من أبيه). وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب ح (84).
(¬3) أبو يعلى في المسند برقم (6016) ومن طريقه رواه ابن حبان في صحيحه (1/ 146) "الإحسان" ورواه أحمد في المسند (2/ 178) والنسائي في الكبرى (5/ 33) من طريق أنس بن عياض به. وليس في رواية النسائي الشك "لا أعلمه". وصححه الألباني في شرح الطحاويةح (218).

الصفحة 86