كتاب التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها

المطلب الثاني فضل كلمة التقوى
وكلمة التقوى التي هي (لا إله إلا الله) أفضل كلمة، بها يعصم المرء دمه وماله في دولة الإسلام، وفي ذلك يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله» [مسلم: 23].
والذي يقول: لا إله إلا الله خالصاً من قبله يدخل الجنة، فعن عثمان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة» [مسلم: 26].
وعن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من شهد أن لا إله إلا لله، وأن محمداً رسول الله، حرَّم الله عليه النار» [مسلم: 29].
ويدلُّ على مدى فضل لا إله إلا الله حديث البطاقة الذي يرويه عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له تسعة وتسعون سجلاًّ، كل سجلٍّ منها مدُّ البصر، ثم يقال: أتنكر من هذا شيئاً؟ فيقول: لا يا رب، فيقال: ألك عذر أو حسنة؟ فيهاب الرجل، فيقول: لا، فيقال: بلى، إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك، فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفَّة والبطاقة في كفَّة، فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة». [قال محقق كتاب نضرة النعيم: 4/ 1335: رواه الترمذي، باب الإيمان (2641)، أحمد في مسنده (2/ 213)، ابن ماجه في الزهد برقم (4300). وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على (المسند) رقم (1994): إسناده صحيح].

الصفحة 24