فصلٌ [في المكروهات والمسنونات في الصيام]
كُره لصائمٍ جَمْعُ ريقه فيبلعه، وذَوْقُ طعامٍ وعِلْكٍ قويِّ، فإنْ وَجَدَ طَعْمَهُمَا بِحَلْقه أفطر، وحرُم مضغُ عِلْكٍ يتحلَّل (¬1) مطلقًا (¬2)، وبلعُ نُخامةٍ ويفطر بها، وتُكره قُبْلةٌ ودواعي وَطْء لمن تُحرِّكُ شهوتَه، ويجب اجتنابُ كذبٍ وغيبةٍ وشَتْمٍ.
وسُنَّ لمن شُتم قولُ: "إني صائم"، وتأخيرُ سحورٍ، وتعجيلُ فطرٍ، وكونُه على رطبٍ، فإنْ لم يكن فتمرٌ، وإلاَّ فماءٌ، وقوله عنده: "اللَّهم لك صُمْتُ، وعلى رزقك أفطرتُ، سبحانك وبحمدك، اللَّهمَّ تقبَّل منِّي إنك أنت السميع العليم" (¬3).
[قضاء رمضان]
ومَنْ فاته رمضانُ قضى عددَ أيامِه، وسُن فورًا متتابعًا، ويحرمُ تأخيرُه إلى رمضان آخر بلا عذرٍ، فإنْ فعلَ أطعمَ لكلِّ يومٍ مسكينًا مع القضاء، وإنْ ماتَ
¬__________
(¬1) قوله: "يتحلل" ساقط من (ب).
(¬2) هنا عبارة مقحمة من (ب) ونصها: "أي: سواء بلع ريقه أو لا".
(¬3) رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم: (481)
وقد صحَّ في الباب حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر قال: "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" رواه أبو داود في "السنن" (2357) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم: (479)، وحسَّن إسناده الإمامُ الدارقطنيُ وغيرُه. انظر: "عجالة الراغب المتمني" (2/ 545).