كتاب جزء فيه حكايات عن الشافعي وغيره للآجري

22 - قال أبو بكر: قال الربيع:
قلت للشافعي: لم يترك مالك الميزر؟ فقال: قد أصاب، تركه فسق لأنه فرض، وترك الكرنيب ذل لأنه ينتفع به ويستغني عن الانتظار وذل السؤال.
23 - أخبرنا أبو بكر، حدثني أبو السيار الأحول، سمعت أبا إبراهيم المزني يقول:
كنت يوما عند الشافعي أسائله عن مسائل بلسان أهل الكلام، قال: فجعل يسمع مني وينظر إلي ثم يجيبني [بأخصر] جواب.
فلما اكتفيت قال لي: يا بني، أدلك على ما هو خير لك من هذا؟
#38#
قلت: نعم.
قال: فقال: يا بني هذا علم إن أنت أصبت فيه لم تؤجر، وإن أخطأت فيه كفرت، فهل لك في علم إن أنت أصبت فيه أجرت، وإن أنت أخطأت لم تأثم؟
قلت: وما هو؟
قال: الفقه.
فلزمته فتعلمت منه الفقه ودرست عليه.
قال: فكنت عنده يوما إذ دخل عليه حفص الفرد، فسأله عن سؤالات كثيرة، فبينما الكلام يجري بينهما وقد دق حتى لا أفهمه إذ التفت إلي الشافعي مسرعا فقال: يا مزني.
قلت: لبيك.
قال: تدري ما قال حفص؟
قلت: لا.
قال: خير لك أن لا تدري.

الصفحة 37