كتاب روايات الجامع الصحيح ونسخه «دراسة نظرية تطبيقية» (اسم الجزء: 1)

الثانية: رِواية أبي القاسم مضر بن الحباب النفزاوي عن أبي ذر:
ويشتمل عليها السفر الرابع الذي يتبع الأسفار الثلاثة الأولى من نسخة رِواية ابن أبي محرز السجلماسي المذكورة أخيرًا، التي تحمل بالمكتبة الحسنية رقم 433، وقد كتب على أول هذا السفر نقلا عن النسخة الأصلية:
هذا السفر السادس - هو هنا الرابع - من «الجامع الصحيح» من حديث الرسول عليه السلام، عُني بتصنيفه وتبويبه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البُخارِيّ رحمة الله عليه ومغفرته، سمع جميعه أبو القاسم مضر بن الحباب النفزاوي، من أبي ذر عبد بن أحمد بن محمد الحافظ الهَرَويّ رضي الله عنه، بمكة في المسجد الحرام عظم الله حرمته، سمعه منه سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وصار «الجامع» كله لأبي القاسم مضر ابن الحباب على وجه الشراء، نفعه الله به (¬1).
الثالثة: رِواية ابن منظور.
وجاء التنصيص عليها عند افتتاحية نسخة عشرينية من «الجامع الصحيح». كتب جميعها بفاس أحمد بن علي بن قاسم بن محمد بن سودة المري (¬2)،
وفرغ من انتساخها في شهر ربيع الثاني عام 1029 هـ / 1620 م، وهي تبتدئ هكذا: حَدَّثَنا الفقيه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن منظور القيسي رضي الله عنه، قال: أنا الشيخ أبو ذر عبد بن أحمد بن محمد
¬_________
(¬1) نقلا من مقال «صحيح البُخَارِيّ في الدراسات المغربية» ص: 135 - 136.
(¬2) أبو العباس المعروف بالزقاق، التجيبي الفاسي المالكي الفقيه الحافظ عالم بلاد المغرب توفي سنة إحدى وثلاثين وألف. ينظر ترجمته في:

«خلاصة الأثر» 1/ 246، و «هدية العارفين» 1/ 155، و «معجم المؤلفين» 1/ 208 (1031).

الصفحة 376