كتاب روايات الجامع الصحيح ونسخه «دراسة نظرية تطبيقية» (اسم الجزء: 1)

رِواية كريمة لـ «الصحيح»
اشتهرت كريمة رضي الله عنها بروايتها لـ «الصحيح» وذلك بسبب علو إسنادها ودقة نسختها.
فقد عمرت كريمة حتى قاربت المائة عام، وكلما عَمَّر الشيخ كانت روايته عالية الإسناد، وبقيت تحدث بروايتها حتى وفاتها سنة ثلاث وستين وأربعمائة على الصحيح، وعرف عنها عنايتها رحمها الله تعالى، فقد كانت لا تحدث إلا من أصلها، حتى إذا كتب الراوي عنها نسخته لم تجزه حتى يقابلها على نسختها، وهذا يفسر لنا عدم الاختلاف على كريمة في نسختها كما هو واضح في المقارنات.
قال ابن النقطة وهو يوضح لنا ذلك: وكانت إذا روت قابلت بأصلها.
وقال الذَّهَبِيّ: قال أبو الغنائم النرسي: أخرجت كريمة إليَّ النسخة بـ «الصحيح» فقعدتُ بحذائها، وكتبت سبع أوراق وقرأتها، وكنت أريد أن أعارض وحدي.
فقالت: لا حتى تعارض معي، فعارضت معها.
ويقول القاضي أبو محمد بن عطية في «الفهرسة» (¬1): قال لي أبي رضي الله عنه: وكانت قراءتي من أصل كريمة بعينه. اهـ.
وبلغ من عنايتها وانقطاعها لرِواية الحديث أنها لم تتزوج أبدًا حتى ماتت بكرًا، قال أبو بكر بن منصور السَّمْعاني: سمعت بنت أخي كريمة تقول: لم تتزوج كريمة قط (¬2).
¬_________
(¬1) ص: 4.
(¬2) «السير» 18/ 234.

الصفحة 411