كتاب روايات الجامع الصحيح ونسخه «دراسة نظرية تطبيقية» (اسم الجزء: 2)
(همام) وجاء في رِواية ابن السكن عن الفَرَبْريّ (هشام) (¬1).
قال ابن حجر: والذي عند الجماعة أولى.
ومما يؤيد رِواية الجمهور أن أبا داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، رووه من طريق همام به (¬2).
5 - ومن الأمثلة التي كان الاختلاف بين الرُّواة ناتجًا عن التصحيف السمعي: ما جاء في «الصحيح» في كتاب اللباس باب لبس الحرير وافتراشه للرجال .. (¬3) قال: حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي ذُبْيانَ خَلِيفَةَ بْنِ كَعْبٍ قال: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: قال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ».
فقوله: (أبي ذيبان) بضم المعجمة ويجوز كسرها بعدها موحدة ساكنة ثم تحتانية كذا في «السلطانية» بالضبطين ووضع فوقها رمز (معًا) إشارة إلى صحة الضبطين رِواية - وأبو ذبيان هو خليفة بن كعب التميمي - ووقع في رِواية أبي محمد بن أسد التي بخطه عن أبي علي بن السكن عن الفَرَبْريّ: (أبي ظبيان) بظاء مشالة بدل الذال (¬4).
قلت (الباحث): وأظنه تصحيف سمعي، وهو خطأ، وأشد منه ما جاء في رِواية أبي زيد المَرْوَزيّ عن الفَرَبْريّ: (أبي دينار) بمهملة مكسورة
¬_________
(¬1) ينظر: «تقييد المهمل» ص: 730، و «الفتح» 10/ 312.
(¬2) أبو داود 2/ 467 (4134) كتاب اللباس، باب في الانتعال، والترمذي 4/ 242 (1772، 1773) كتاب اللباس، باب في ما جاء في نعل النبي صلى الله عليه وسلم، والنسائي 8/ 217 كتاب الزينة، باب صفة نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن ماجه 2/ 1194 (3615) كتاب اللباس باب صفة النعل، كلهم من طريق همام به.
(¬3) 7/ 150 (5834).
(¬4) كما في «تقييد المهمل» 2/ 728، و «فتح الباري» 10/ 289.