كتاب روايات الجامع الصحيح ونسخه «دراسة نظرية تطبيقية» (اسم الجزء: 2)

أبي معمر عبد الله بن سخبرة قال: إني لأسمع الحديث لحنًا، فألحن اتباعًا لما سمعت (¬1).
وروي مثله عن نافع مولى ابن عمر، فروى الخطيب، وابن عبد البر عن إسماعيل ابن أمية قال: كنا نرد نافعًا عن اللحن فيأبى، يقول: إلا الذي سمعته (¬2).
ومثله عن محمد بن سيرين، فروى الخطيب عن ابن عون عن ابن سيرين أنه كان يلحن في الحديث (¬3).
وروى الخطيب أيضًا عن أشعث قال: كنت أحفظ عن الحسن وابن سيرين والشعبي، فأما الحسن والشعبي فكانا يأتيان بالمعنى، وأما ابن سيرين فكان يحاكي صاحبه حتى يلحن كما يلحن (¬4).
ومنهم من كان يلحن اتباعًا لمن سمع منه الرِّواية، فروى الخطيب عن عفان قال: كان يزيد بن إبراهيم التستري إذا حدث عن الحسن لم يلحن، وإذا حدث عن محمد لحن (¬5).
قلت: محمد هو ابن سيرين وهو ممن كان يرى رِواية الحديث على لحنه، كما قدمت عنه.
ومثل هذا إنما هو من النوع الأول الذي كان يرى أن يروي الحديث
¬_________
(¬1) «المحدث الفاصل» ص: 540 (707)، «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» 2/ 21 (1053)، «الكفاية» ص: 285، «جامع بيان العلم وفضله» 1/ 352 (478)، «الِإلمَاع» ص: 160.
(¬2) «الجامع لأخلاق الراوي» 2/ 22 (1055)، «جامع بيان العلم» 1/ 351 (477).
(¬3) «الجامع لأخلاق الراوي» 2/ 22 (1056)
(¬4) «الكفاية» ص: 285.
(¬5) «الجامع» 2/ 22 (1058)

الصفحة 500