كتاب روايات الجامع الصحيح ونسخه «دراسة نظرية تطبيقية» (اسم الجزء: 1)

كتاب أو من حفظك، أو كان الشيخ يحفظ ما يقرأ عليه، أو لا يحفظ لكن يمسك أصله هو أو ثقة غيره (¬1).
ولقد اشترط المحدثون شروطًا للتحمل:
1 - تعلم اللغة والنحو:
لقد اشترط المحدثون في الراوي الذي يحمل الحديث أن يُعنَى بتعلم اللغة العربية والنحو، حتى لا يقع في اللحن والتغيير والتبديل، فالجهل بأساليب اللغة العربية وتصاريف الكلام أوقع بعض المحدثين في التصحيف.
ولقد تنبه المحققون من أهل الحديث إلى ما يمكن أن يحدثه الخطأ في الإعراب من تغيير في معاني النصوص فحذروا من ذلك.
قال القاضي عياض رحمه الله في «الإلماع» (¬2): وقد وقع الخلاف بين العلماء بسبب اختلافهم في الإعراب. اهـ.
ثم ضرب أمثلة كثيرة لذلك.
ولذا يقول الأوزاعي: أعربوا الحديث فإن القوم كانوا عربا (¬3).
وقال شعبة: من طلب الحديث فلم يبصر العربية فمثله مثل رجل عليه برنس، وليس له رأس.
وقال حماد بن سلمة: مثل الذي يطلب الحديث ولا يعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة لا شعير فيها (¬4).
ولذلك نجد الحافظ اليونيني وقد جمع روايات «الصحيح» عرضها على مالك أزمة اللغة: ابن مالك النحوي حتى يوجه هذه الروايات من جهة اللغة،
¬_________
(¬1) «مقدمة ابن الصلاح» ص: 318 - 319.
(¬2) ص: 136 - 137.
(¬3) أخرجه الرامهرمزي «المحدث الفاصل» ص: 524، والخطيب في «الكفاية» ص: 297.
(¬4) روى هذا الأثر وما قبله الخطيب في «الجامع» 2/ 26 - 27.

الصفحة 64