كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 2)

والسنة- اهتمامًا بالغًا بدراسة أديان الأمم وعقائدها وطقوسها، وعقدوا لذلك كتبًا مفردًا أو فصولًا مطولة في مصنفاتهم كالمسعودي وابن خلدون) (¬1)، وابن حزم، والجويني، وابن تيمية، وتلميذه ابن قيم الجوزية، والقرطبي، ثُمَّ برزت في العصر الحديث مؤلفات تُعْنَى بهذا الجانب مثل مؤلفات رحمة اللَّه الهندي وأبي زهرة وغيرهما.
ومِمَّا انتهجه علماء الأُمَّة الإسلاميَّة في الاحتجاج على الطوائف التي أثارت بعض الشبهات على عقائد الإسلام؛ أنَّهم كانوا يردون على بعضهم بما قال بعضهم الآخر، ويحتجون بما تورده طائفة من الحق أو ما هو أقرب إليه على الطائفة الأُخرى، حتى تضيق دائرة الخلاف ويُجتَلَى الحق من خلال تحرير محل النزاع، وعن هذا يقول ابن تيمية: (ومِمَّا ينبغي -أيضًا- أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام على درجات، منهم من يكون قد خالف السنّة في أصول عظيمة، ومنهم من يكون إنَّما خالف السنَّة في أمور دقيقة، ومن يكون قد ردَّ على
¬__________
(¬1) انظر: محمد الشرقاوي: مقدمة لكتاب أبي حامد الغزالي (المتوفى سنة 505 هـ): الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل: دراسة وتحقيق: محمد عبد اللَّه الشرقاوي، الطبعة الأولى 1403 هـ، عن دار أمية للنشر والتوزيع - الرياض، ص 19.
وللاطلاع على أبرز المؤلفات في هذا. . . انظر:
المرجع السابق نفسه: ص 19 - 24.
عثمان جمعة ضميرية: مدخل لدراسة العقيدة الإسلاميَّة، ص 65 (مرجع سابق).
سيرتوماس. و. أرنولد: الدعوة إلى الإسلام، الملحق [2] , كتب الجدل بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى ص 476، 477، ومراجع عن أدب الجدل في الإسلام، ترجمة حسن إبراهيم حسن وآخرين، (مرجع سابق).
إدغار فيبير: في الجدل الديني في الأندلس والإبستمولوجيا الحديثة، المجلة العربيَّة للثقافة، الصادرة عن المنظمة العربيَّة للتربية والثقافة والعلوم، العدد 271، ربيع الأول 1415 هـ سبتمبر 1994 م، ص 72 - 93، (مرجع سابق).

الصفحة 1018