كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 126، 127]، ويقول: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)} [الأنعام: 153]، وروي عن جابر بن عبد اللَّه قال: (كنَّا عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فخطَّ خطًّا، وخطَّ خطَّين عن يمينه وخطَّ خطَّين عن يساره، ثمَّ وضع يده في الخط الأوسط فقال: "هذا سبيل اللَّه"، ثم تلا هذه الآية: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153] (¬1)، ومما روي عن عبد اللَّه بن عباس في تفسيرها وفي تفسير قوله تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا} [الشورى: 13] ونحو هذا مما في كتاب اللَّه قوله: (أمر اللَّه المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنَّما أهلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين اللَّه) (¬2).
3 - ومن الآيات في هذا قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25) لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [يونس: 25، 26].
¬__________
(¬1) أخرجه ابن ماجه: سنن ابن ماجه، المقدمة حديث رقم: [11]، (1/ 6)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق)، وصححه الحاكم: المستدرك على الصحيحين: (2/ 348، 349)، الحديث رقم: (3241/ 358)، بترتيب: مصطفى عبد القادر عطا، وقال الحاكم عنه: (حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، (مرجع سابق). وانظر: الصحيح المسند في التفسير النبوي للقرآن الكريم لمؤلفه أبي محمد السيد إبراهيم بن أبو عمة، ص: (31)، الطبعة الأولى: (1410 هـ - 1990 م) عن دار الصحابة للتراث، طنطا.
(¬2) صحيفة علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: في تفسير القرآن الكريم. .: ص: (219)، (مرجع سابق).

الصفحة 122