كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)
قال ابن قيم الجوزية في تفسيرها: (فالحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجهه الكريم. هكذا فسرها الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-) (¬1)، ثم أورد قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما روي عن صهيب: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول اللَّه تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيِّض وجوهنا؟، ألم تدخلنا الجنَّة وتنجينا من النار؟. قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم -عز وجل-" (¬2).
وقوله لعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [إبراهيم: 1].
وقوله: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر:41 - 43].
قال القرطبي عند تفسيره لهذه الآيات: (قال عمر بن الخطاب: معناه هذا صراط يستقيم بصاحبه حتى يهجم به على الجنة. .) (¬3)، وقال في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}: هؤلاء الذين هداهم اللَّه واجتباهم واختارهم واصطفاهم) (¬4).
4 - ويقول سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا
¬__________
(¬1) ابن قيم الجوزية: بدائع التفسير. .: (2/ 398)، (المرجع السابق نفسه).
(¬2) رواه مسلم: صحيح مسلم: (1/ 163)، كتاب الإيمان، باب: [80]، حديث: [181]، ورواه الترمذي: الجامع الصحيح: (4/ 593)، برواية نحو رواية مسلم، حديث رقم: [2552]، تحقيق: كمال يوسف الحوت، (مرجع سابق). وانظر: ابن قيم الجوزية: المرجع نفسه، ص: (398).
(¬3) الجامع لأحكام القرآن: (10/ 20)، (مرجع سابق).
(¬4) المرجع السابق نفسه: (10/ 20).
الصفحة 123