كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب" (¬1)، وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر" (¬2)، وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به" (¬3)، وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وإذا غضب أحدكم فليسكت" (¬4)، وقد امتدح اللَّه -عز وجل- الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وقرن الغضب بالإثم في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى: 37] وقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 133 - 134]، وقد بين الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: أن الغضب من الشيطان، وأن الشيطان خلق من نار، وأرشد إلى ما يطفئ حرارة الغضب وهو الوضوء، فالماء يطفئ النار، والوضوء
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود: سنن داود: (4/ 278)، الحديث رقم: [4903]، مرجع سابق.
(¬2) أخرجه البخاري: صحيح البخاري: (1/ 27)، الحديث رقم: [48]، وتكرر عنده. انظر: الأحاديث رقم: [5697، 6665]، تحقيق: مصطفى ديب البغا، مرجع سابق، وأخرجه مسلم: صحيحه: (1/ 81)، الحديث رقم [64]، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، المرجع السابق، وأخرجه الترمذي: الجامع الصحيح: (5/ 22)، الحديث رقم [2635]، تحقيق: كمال يوسف الحوت، مرجع سابق.
(¬3) أخرجه البخاري: صحيح البخاري: (3/ 1164)، الحديث رقم: [3015]، وله روايات عدة في الأحاديث ذات الأرقام [3016، 5823، 5824، 6565، 6694]، تحقيق: مصطفى ديب البغا، مرجع سابق، وأخرجه مسلم: صحيح مسلم: (3/ 1359، 1360)، الحديث رقم: [1735]، بروايات نحو ما أورده البخاري، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، مرجع سابق.
(¬4) أخرجه الإمام أحمد: مسند الإمام أحمد بن حنبل: (1/ 239)، رقم الحديث: [2137]، مسند عبد اللَّه بن عباس، وأوله: "علموا وبشروا ولا تعسروا" الحديث، بترتيب: دار إحياء التراث العربي، مرجع سابق.

الصفحة 427