كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

وإيثار بين المسلمين (في غير إثم ولا مكروه) (¬1) تظهر الأخوة الإسلامية ووحدة الأمة في صورتها الناصعة وتؤتي ثمارها الطيبة على خير وجه (¬2).
ج- التعاون: (وقد أمر اللَّه تعالى به المؤمنين على وجه عام مطلق في كل خير، فقال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، وقد جعل اللَّه تعالى له وجوهًا عملية محددة، منها (¬3):
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، (وبهذا المبدأ يكون المجتمع متضامنًا في حمل المسؤولية الاجتماعية) وملزمًا بتحقيق المعروف في ربوعه، ورفع المنكر عن طريق الوجوب، لا عن طريق كفالة الحق له -كما هو شأن الدساتير الوضعية- وهو وجوب ديني ومسؤولية يترتب عليها الثواب والعقاب) (¬4).
- التعاون في مجال الحياة الاجتماعية والمقصود بذلك (تعاون الناس في شؤون حياتهم، وما يعرض لهم من حاجات، وقد توسع فيه الإسلام حتى مده إلى الشؤون العاطفية، والنفسية وغيرهما، كالمبادأة بالهدية، وعيادة المريض، وصنع الطعام لأهل الميت، ورعاية اليتيم والمسكين وابن السبيل، وإكرام الضيف وتفقد الغائب، وتعهد الضعيف، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وإقراء السلام ورده، والتكافل الاقتصادي على سعته جزء من هذا الباب) (¬5).
¬__________
(¬1) محمد فؤاد عبد الباقي في شرحه للحديث السابق "المؤمن للمؤمن كالبنيان. . . ": صحيح مسلم: (4/ 2000)، رقم الحديث: [2586]، المرجع السابق نفسه.
(¬2) انظر: علي عبد الحليم محمود: المرجع السابق نفسه: ص: (157 - 165)، ص: (75 - 80).
(¬3) عبد الستار فتح اللَّه سعيد: المعاملات في الإسلام ص: (110)، مرجع سابق.
(¬4) المرجع السابق نفسه ص: (111).
(¬5) المرجع السابق نفسه: ص: (111)، وانظر: بعض ما ورد في ذلك من أحاديث لدى =

الصفحة 435