كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

ومجالات التعاون كثيرة، ويضيق المجال عن التفصيل، ولكن يكتفى بالقول إن الأخوة الإسلامية ووحدة الأمة بما تقتضيه من تعاون على البر والتقوى بعامة تشكل (شبكة من الروابط الاجتماعية تتبع تسلسلًا رائعًا في التكليف فعبادة اللَّه أولًا، فالإحسان للوالدين، ثم الإحسان لذي القربى، ثم اليتامى، فالمساكين فالجار القريب، ثم الجار الغريب، فالقرين فابن السبيل، علاقات تكون شبكة متآلفة تتصل بصلات اجتماعية بارَّة كلها متصل بحبل اللَّه) (¬1)، وإذا عمل كل مسلم على أداء ما أوجبه عليه الإسلام وندبه إليه في ضوء هذه (الصلات. . . التي تؤلف دعائم المجتمع المسلم) (¬2) مع ما سبق ذكره من حقوق الأخوة الإسلامية وآدابها فإن الأمة الإسلامية تتميز على غيرها (بأنها أمة الأخوة في الدين) (¬3)، والوحدة في المنطلق والغاية والاتجاه والمسلك، ويقوم تميزها على أخوة الإسلام ووحدة أمته مع المقومات الأخرى وفي مقدمتها العقيدة والشريعة، فتكون بذلك خير أمة أخرجت للناس (بل إن الأخوة في الدين من أكبر نعم اللَّه على عباده المؤمنين، فبها صار المسلمون أمة واحدة بعد أن كانوا فرقًا وأحزابًا، وبها صار المسلمون أحبابًا في اللَّه بعد أن كانت العداوة بينهم وبين أسلافهم مما يتناقل أحاديثه الركبان، لقد امتن اللَّه على عباده المؤمنين بهذه الأخوة وما تقتضيه من محبة وتعاون وما تفضي إليه من
¬__________
= البخاري في صحيحه كتاب المظالم وغيره، ولدى مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب وبخاصة الأبواب: [7، 8، 9، 10، 11، 12، 13، 15، 16، 17، 18، 19، 20، 21، 22، 23]، (4/ 1983 - 2004)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، مرجع سابق.
(¬1) نشأة ظبيان: العالم المتفرق: ص: (40)، مرجع سابق.
(¬2) المرجع السابق نفسه ص: (40).
(¬3) علي عبد الحليم محمود: مع العقيدة والحركة والمنهج ص: (80)، مرجع سابق.

الصفحة 436