كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

هذا واجب المسلم نحو أخيه المسلم في السلم والأمن، فإذا كانت حرب وجهاد في سبيل اللَّه فإن المسلمين يتكافلون فيما بينهم، ويخفف بعضهم على بعض ما أصابهم من مغارم الحرب وتبعات الجهاد) (¬1).
- (إقرار المساواة بين المسلمين وتكافؤهم في المكانة والكرامة والحقوق. . . ويتضح ذلك من قول الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وأن ذمة اللَّه واحدة يجير عليهم أدناهم، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس" (¬2) ومهما قال أصحاب النظريات والنظم من المتشدقين بالمساواة والعدالة، فلن يصلوا إلى أدنى ما يدل عليه قول الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ويجير عليهم أدناهم" (¬3) فأقل المسلمين مالًا أو جاهًا أو قوة كأكبر المسلمين مالًا أو جاهًا أو قوة يجير عليه فلا يرد إجارته) (¬4).
- (والأمة الإسلامية مطالبة أبدًا بأن تكون أبدًا مع الحق وضد الباطل ولو تمثل هذا الباطل في واحد منهم، يتضح ذلك من قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وإن المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثمًا أو عدوانًا فسادًا بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه جميعًا ولو كان ولد أحدهم" (¬5) (¬6).
¬__________
(¬1) عبد رب النبي علي أبو السعود: الأخوة الإسلامية: ص: (55)، مرجع سابق.
(¬2) ابن هشام: السيرة النبوية: (2/ 144)، المرجع السابق نفسه.
(¬3) المرجع السابق نفسه: (2/ 144).
(¬4) عبد رب النبي علي أبو السعود: الأخوة الإسلامية: ص: (55)، مرجع سابق.
(¬5) ابن هشام: السيرة النبوية: المرجع السابق نفسه: (2/ 144)، ولمزيد الاطلاع على نصوص هذه الوثيقة (الصحيفة) ومصادرها، وتاريخ كتابتها وشواهدها من كتب السنة والسيرة والتاريخ، وما تضمنت من مبادئ دستورية، وقيم أخلاقية؛ انظر: مهدي رزق اللَّه أحمد: السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، المرجع السابق نفسه في الصفحات: (306 - 318)، ونظر: محمد حميد اللَّه الحيدرآبادي: مجموعة الوثائق السياسية في العهد النبوي والخلافة الراشدة: ص: (1 - 7)، مرجع سابق.
(¬6) عبد رب النبي علي أبو السعود: المرجع السابق نفسه: (56).

الصفحة 448