كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

يغلب الاعتقاد الوطني المعتقدات الدينية، وبمعنى أوضح هل تحل المثل العليا السياسية مكان الوحي والإلهام) (¬1).
وعلى هذا فإن الاستشراق نظر للقوميات، وأسهمت الدراسات الاستشراقية في إضعاف الأخوة الإسلامية وتمزيق الوحدة الإسلامية من خلال ذلك، وقد ذكر الأستاذ محمد المبارك بأن (الدول الأوروبية ولا سيما فرنسا وإنجلترا، وهما أقوى دول أوروبا يومئذ من جهة والمكونتان لإمبراطورية استعمارية ينضوي تحت حكمها شعوب إسلامية كثيرة، وجدت في هذا الجو بالذات مجالًا لإضعاف الربطة الإسلامية بين هذه الشعوب، بل لتهديمها وإزالتها نهائيًا عن طريق إثارة العصبيات القومية واتخاذ القومية أساسًا لإقامة المجتمع. فان هذا التفريق وإزالة صعيد الالتقاء المشترك بين الشعوب الإسلامية من مصلحتها، وقد ثبت أن فرنسا وإنجلترا دفعتا أمريكا في ذلك في أواخر العهد العثماني، وليرجع من يريد الأدلة المؤيدة لذلك إلى كتاب جورج أنطونيوس (يقظة العرب) وإلى كتاب (تركيا الفتاة) من تأليف رامزر Ramsaur (¬2) .
¬__________
(¬1) الثورة العربية: ص 12 تعريب: شعبان بركات، الطبعة الأولى 1410 هـ - 1989 م، وانظر: سعد الدين السيد صالح: احذروا الأساليب الحديثة في مواجهة الإسلام: ص 145، الطبعة الثانية 1413 هـ - 1993 م، عن دار الأرقم - مصر. وانظر: توفيق يوسف الواعي: الإسلام في العقل العالمي: ص 255، 256، الطبعة الأولى، 1410 هـ - 1995 م، عن دار الوفاء، المنصورة، مصر.
(¬2) المجتمع الإسلامي المعاصر: ص 114، (مرجع سابق)، ولمزيد الاطلاع على نشوء القومية العربية وصلتها بالغرب من حيث الفكرة أولًا، ثُمَّ من حيث الرعاية والدعم، وأنَّ الذين دعوا إليها ونظروا لها كانوا من العرب المسيحيين الذين أسسوا جمعيات تدعو إلى القومية العربية تحت ظل البعثات الغربية والأمريكية بخاصة. . .، وما نجم عنها من تفتيت للوحدة الإسلاميَّة، وما أسفرت عنه من طعنات غادرة وقاتلة لحركة القومية العربيّة وأحلام العرب في الوحدة والاستقلال والحرية، مثل اتفاقية (سايكس =

الصفحة 472