كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

ومما يستنتجه الباحث من هذا الواقع أن موقف المستشرقين من أخوة الإسلام ووحدة الأمة الإسلامية انطلق من إدراكهم الشديد لتميز الأمة الإسلامية في ترسيخ مبدأ الأخوة الإسلامية، وأنه ألف بين الشعوب الإسلامية وربط بعضها ببعضها الآخر في دائرة أوسع من دائرة القوميات والأعراق والأجناس، وأن دائرة الأخوة تتسع لتشمل جميع البشر، وهذا السبق نحو العالمية لم يتحقق بالصفة العمليّة المتكاملة إلا في تاريخ الأمة الإسلامية وبهدي الإسلام وتعاليمه، وأن أخوة الإسلام ووحدة أمته من أهم مقومات تميز الأمة الإسلامية على سائر الأمم، لذلك جدَّ المستشرقون -المعادون للإسلام- في نقل حمى القوميات التي شقي بها الغرب، وانقسم من أجلها على نفسه، وتطاحنت شعوبه وأممه تحت وطأة النزعات القومية، وما انبنى حولها من أفكار وفلسفات لخصها أحد الباحثين في النقاط الآتية (¬1):
1 - عاطفة الفخر القومي.
2 - عاطفة الغيرة القومية.
3 - عاطفة الاستعلاء والتوسع.
4 - عاطفة الحفاظ على المصالح القومية الواقعية الافتراضية. وذكر أن هذا المبدأ أو الفلسفة القومية (تخلق داخل كل أمة متطورة قوية ادعاء أنها
¬__________
= بيكو) التي أبرمتها بريطانيا سريًّا مع فرنسا لاقتسام أجزاء من الوطن العربي، انظر في ذلك: عبد اللَّه محمد سندي: القوميَّة (دراسات في المفاهيم السياسية المعاصرة)، مجلة الدراسات (الدبلوماسية)، العدد الأول، رجب 1404 هـ - إبريل 1984 م: ص 81 - 99، دورَّية علميَّة متخصصة في الدراسات الدبلوماسيَّة والدوليَّة، عن معهد الدراسات الدبلوماسية، المملكة العربية السعودية - الرياض.
(¬1) انظر: أبا الأعلى المودودي: الأُمَّة الإسلاميّة وقضية القومية: ص 156، 157، ترجمة وتعليق: سمير عبد الحميد إبراهيم، عن دار الأنصار - القاهرة، (بدون تاريخ).

الصفحة 473