كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

مشركين أو يهودًا متآمرين تقدموا إلى المجتمع الإسلامي من خلال الخرافة والفلسفات المادية أو الغنوصية للسيطرة على عقلية العوام، متسترين وراء الشعارات المحببة إلى نفوس المظلومين في تلك الأزمان الذين كانوا مهيئين لاتباع كل من كان يدعي خطة لإنقاذهم من أوضاعهم المزرية، والانتقام من ظالميهم) (¬1).
ويمضي في بيان ما آل إليه أمر هذه التيارات من (تسليم الأمة إلى الأعداء عبر تحالفات تاريخية معروفة، بينهم وبين أعداء الإسلام انتهت بتدمير الحضارة الإسلامية في بغداد، والتحالف مع الصليبيين لإقامة مجازرهم التاريخية المعروفة في بلاد الشام) (¬2).
ج- توسيع الفجوة بين مناهج الفرق واستثمار ذلك بدعوة الدول الاستعمارية لمساندة بعض الفرق وإذكاء روح الثورة فيها على غيرها، ومن ثم حدوث الانقلابات ذات (الأيديولوجية) التي تهدم الأمة من داخلها وتفتت وحدتها، وذلك بتقسيم الأمة إلى أقسام رئيسة، ثم تفتيت تلك الأقسام إلى أجزاء متناثرة متناحرة متهالكة، وإذا كانت مثل هذه الخطط تتم تحت نظر الاستعمار الغربي وسياسته فإن أثر الاستشراق في ذلك ملموس ومؤكد من أكثر من وجه، منها:
- كون المستعمرين ورجال السياسة في الغرب (على صلة وثيقة بأساتذة كليات اللغات الشرقية في أوروبا من المستشرقين يرجعون إلى آرائهم قبل أن يتخذوا القرارات المهمة في الشؤون السياسية الخاصة بالأمم العربية والإسلامية) (¬3).
¬__________
(¬1) المرجع السابق نفسه: ص 137.
(¬2) المرجع السابق نفسه: ص 138.
(¬3) توفيق يوسف الواعي: الإسلام في العقل العالمي: ص 242، (مرجع سابق).

الصفحة 478