كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

وهذا ما أثبته التاريخ، وتحدث عنه بعض المستشرقين قائلًا: (إن مستر (إيدن) كان قبل أن يضع قرارًا سياسيًا في شؤون الشرق الأوسط يجمع المستشرقين المستعمرين ويستمع لآرائهم، ثم يقرر ما يقرر في ضوء ما يسمع منهم) (¬1).
- ما يصرح به بعض المستشرقين من اعتبار إسلام الكتاب والسنة (إسلامًا ميتًا، أما الإسلام الحي الذي يجب الاهتمام به ودراسته فهو ذلك الإسلام المنتشر بين فرق الدراويش في مختلف الأقطار الإسلامية) (¬2)، وإذا كان الاستشراق يهتم بهذا الواقع المتردي للعالم الإسلامي كي يرسم صورة مشوهة عن المجتمع الإسلامي فإنه من ناحية أخرى (يعمل على تعميق الخلاف بين السنة والشيعة، والمستشرقون يعدون المنشقين عن الإسلام على الدوام أصحاب فكر ثوري تحرري عقلي) (¬3)، ويدعون إلى استخدام تلك الفرق المنشقة والطرق الصوفية لإضعاف وحدة الأمة الإسلامية، وتأليب بعضها على بعضها الآخر (وهو ما عبر عنه (البارون كاردي فو) بقوله: (أعتقد أن علينا أن نعمل جاهدين على تمزيق العالم الإسلامي، وتحطيم وحدته الروحية مستخدمين من أجل هذه الغاية الانقسامات السياسية والعرقية. . . دعونا نمزق الإسلام بل ونستخدم من أجل ذلك الفرق المنشقة، والطرق الصوفية. . . وذلك كي نضعف الإسلام. . . لنجعله إلى الأبد عاجزًا عن صحوة كبرى" (¬4).
- ما كتبه المستشرقون في بعض دوائر المعارف عن تاريخ الأمة
¬__________
(¬1) المرجع السابق نفسه: ص 242.
(¬2) زقزوق: الاستشراق. . . ص 117، (مرجع سابق).
(¬3) المرجع السابق نفسه: ص 117.
(¬4) نقلًا عن: مناع القطان: معوقات تطبيق الشريعة الإسلاميَّة: ص 116، (مرجع سابق).

الصفحة 479