كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

الإسلامية وهو يبرز تلك الفرق وتناقضاتها، والإشادة بها من ناحية والقدح من ناحية أخرى في الأمة الإسلامية الملتزمة بالمنهج الإسلامي الصحيح في تطبيق الإسلام، وإخضاع حياتها المعاصرة وفقًا للأنموذج الذي عاشه الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وصحابته الكرام.
أما الشق الأول من هذه النظرة الاستشراقية فيدل عليها -كمثال- ما ورد في دائرة المعارف البريطانية حينما ذكرت في وصفها للإسلام (بأن التواترات والانقسامات المتمثلة في الخوارج، والمعتزلة، والإسماعيلية وغيرها من الفرق الضالة هي أشكال الإسلام) (¬1).
وهذا يعني عدم (التميز بين ما هو إسلامي، وما هو غير إسلامي (وتجاهل) المبادئ الجوهرية والركائز الأساسية التي تنهض عليها العقيدة الإسلامية، (والاجتهاد) في أن يصور الإسلام على أنه ليس سوى كم من المتناقضات) (¬2)، على أن هذا الاتجاه لدى بعض المستشرقين يتجاهل موقف المسلمين من هذا الواقع (فالمسلمون يعتبرون سائر الفرق الباطنية فرقًا خارجة عن الإسلام وإن ادعته. . . وجميع العلماء المسلمين في كافة أنحاء العالم يعتبرون هذه الطوائف جماعات غير إسلامية، وألفوا عشرات الكتب في التعريف بحدود الإسلام ومعالمه وبيان موقع هذه الطوائف علميًا في ضوء القرآن والسنة) (¬3).
ويدل على شقها الآخر الأوصاف التي يصفون بها تطبيق الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وصحابته الكرام والسلف الصالح، فقد درجوا على وصف هذا التطبيق
¬__________
(¬1) انظر: ملك غلام مرتضى: دائرة المعارف البريطانية بين الجهل والتضليل: ص 52، ترجمة: محمد كمال علي السيد، الناشر: محمد زيد ملك، لاهور - باكستان، (بدون تاريخ).
(¬2) المرجع السابق نفسه: ص 52.
(¬3) المرجع السابق نفسه: ص 52، وانظر: ص 53، (المرجع نفسه).

الصفحة 480