كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 2)
وكان ذلك من مظاهر حفظ اللَّه لكتابه، ولمزيد الإيضاح والبيان مع الاختصار والإجمال أورد بعض الجهود التي بذلت في تدوين القرآن الكريم إلى جانب حفظه واستظهاره في صفوف الأُمَّة:
أ- تخصص بعض الصحابة في كتابة الوحي، وذكر بعض العلماء أن عددهم بلغ تسعة وعشرين كاتبًا؛ منهم الخلفاء الراشدون، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت وغيرهم (¬1): كانوا يكتبون ما ينزل على الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- من القرآن (ويسجلونه آية بعد آية، حتى إذا ما كمل التنزيل، وانتقل الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى كان القرآن كله مسجلًا في صحف (وكانوا يضعون ما يكتبونه في بيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثمّ يكتبون لأنفسهم منه صورًا أخرى يحفظونها لديهم) (¬2)، وإذا كانت مفرقة لم يكونوا قد جمعوها فيما بين الدفتين، ولم يلزموا القراء توالي سورها) (¬3).
ب- ثبت أن جبريل -عليه السلام- كان يعارض الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بالقرآن مرَّة واحدة
¬__________
(¬1) انظر: محمد عبد العظيم الزرقاني: مناهل العرفان. . 1/ 246، (مرجع سابق). وانظر: مناع القطان: مباحث في علوم القرآن: ص 123، (مرجع سابق). وانظر: إبراهيم الأبياري: تأريخ القرآن: ص 95، (مرجع سابق). وانظر: الفهرست لابن النديم: ص 41، طبعة دار المعرفة، بيروت، (بدون تاريخ)، وانظر: ابن حزم: جوامع السير. . ص 26 - 27، (مرجع سابق). وانظر: ابن قيم الجوزية: زاد المعاد. . 1/ 29، وقد أفرد أحمد عبد الرحمن عيسى كتابًا بعنوان: كتاب الوحي، الطبعة الأولى، 1400 هـ - 1980 م، عن دار اللواء، الرياض، وأفرد محمد مصطفى الأعظمي كتابًا آخر عنوان: كُتَّاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، الطبعة الثالثة، 1401 هـ، 1981 م، عن المكتب الإسلامي، بيروت، وقد أحصى فيه واحدًا وستين كاتبًا للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ (لمزيد الاطلاع).
(¬2) انظر: الزركشي: البرهان. . 1/ 238، (مرجع سابق). وانظر: السيوطي: الإتقان. . 1/ 58 (مرجع سابق). وانظر: محمد عبد اللَّه دراز: مدخل إلى القرآن الكريم. . ص 36، طبعة دار القلم - الكويت، 1400 هـ - 1980 م.
(¬3) محمد بيومي مهران: دراسات تاريخية من القرآن الكريم: ص 20، (مرجع سابق).