كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

ما ينفعهم، أو يهديهم لأسباب العزة والنصر والسعادة، فإنَّ ذلك لا يكون إلَّا بالرجوع إلى كتاب اللَّه وسنة رسوله والتمسُّك بالإسلام حقًّا) (¬1).
والتميُّز يتصل بالأمة من حيث إنَّ لها من القدر والعزّة والكرامة والخاصية والفضيلة ما يعلي منزلتها ويرفع قدرها على من يراها من الأمم، وقد ورد في هذا أحاديث كثيرة عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- منها:
أ- قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّكم وفّيتم سبعين أُمَّة أنتم خيرها وأكرمها على اللَّه" (¬2)، وفي رواية أخرى: "نُكمل يوم القيامة سبعين أمَّا نحن آخرها وأخيرها" (¬3).
وعن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-: أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنَّهم أُوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، ثمَّ هذا يومهم الذي فرض اللَّه عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا اللَّه له، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدًا، والنصارى بعد غد" (¬4)، والمراد باليوم:
¬__________
(¬1) انظر: ناصر العقل: دراسة تحليلية قدَّم بها كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم: لشيخ الإسلام ابن تيمية ص: (41)، (مرجع سابق).
(¬2) أخرجه ابن ماجه في سننه: (2/ 1433)، كتاب الزهد، حديث رقم: (4288)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق)، والترمذي: الجامع الصحيح: (5/ 211)، الحديث رقم: (3001)، بتحقيق: كمال يوسف الحوت، الطبعة الأولى: (1408 هـ - 1987 م)، عن دار الكتب العلمية، بيروت، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
انظر: المستدرك على الصحيحين للحاكم: (4/ 94)، الحديث رقم: (6987/ 2585)، بتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، الطبعة الأولى: (1411 هـ - 1990 م)، عن دار الكتب العلمية، بيروت.
(¬3) أخرجه ابن ماجه في سننه: (2/ 1433)، كتاب الزهد، حديث رقم: (4287)، (مرجع سابق).
(¬4) أخرجه البخاري: (1/ 211، 212)، كتاب الجمعة، باب: [1] فرض الجمعة، ترتيب: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).

الصفحة 52