كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 2)

مسمى: (دستور عثمان في كتابة المصاحف) (¬1)، ثُمَّ وصفه -أيضًا- بقوله: (ومِمَّا تواضع عليه هؤلاء الصحابة، أنَّهم لا يكتبون في هذه المصاحف إلَّا ما تحققوا أنه قرآن، وعلموا أنَّه استقر في العرضة الأخيرة، وأيقنوا صحته عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مِمَّا لم ينسخ، وتركوا ما سوى ذلك) (¬2).
خامسًا: رسمت تلك المصاحف العثمانية بطريقة تحتوي القراءات المتعددة الواردة عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان من أهم سماتها؛ إهمال (النَّقْط والشَّكْل) (¬3)، واعتماد طريقة في الرسم غاية في الإبداع، حيث اشتملت على الأوجه والقراءات الواردة عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- مِمَّا لم ينسخ، وفي ضوء العرضة الأخيرة للقرآن الكريم، وهذا ما أجمعت عليه الأُمَّة، وقد وصف أحد الباحثين هذا الرسم العثماني بقوله: (فقد وهبهم اللَّه القدرة العظيمة والفكر الثاقب ليكتبوا القرآن بهذه الطريقة التي جمعت العرب والمسلمين على لسان واحد ولغة واحدة في قراءة القرآن الكريم، وبهذا تحققت الوحدة بين المسلمين جميعًا) (¬4).
سادسًا: كان من توجيه عثمان -رضي اللَّه عنه- لهم في هذا الجمع أيضًا قوله
¬__________
(¬1) الزرقاني: المرجع السابق نفسه: 1/ 250.
(¬2) المرجع السابق نفسه: 1/ 250.
(¬3) انظر: ابن تيمية: فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 3/ 402، (مرجع سابق). وانظر: محمد بن محمد أبو شهبة: المدخل لدراسة القرآن الكريم: ص 254، الطبعة الجديدة 1412 هـ - 1992 م، دار الجيل - بيروت، ولمزيد الاطلاع على المصاحف العثمانية وما قيل عن تطابقها أو تنوعها. انظر: المرجع السابق نفسه: ص 253، وعن اشتمالها على القراءات والأحرف السبعة انظر: أبا عمر الداني الأحرف السبعة للقرآن: ص 60 - 63، تحقيق: عبد المهيمن صمان، الطبعة الأولى 1408 هـ - 1988 م، عن مكتبة المنارة. وانظر: هامش ص 60، 61 (لمرجع السابق نفسه).
(¬4) محمد حسين أبو الفتوح: ابن خلدون ورسم المصحف العثماني: ص 28، الطبعة الأولى 1992 م، مكتبة لبنان - بيروت.

الصفحة 528