كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

يوم الجمعة، وفي هذا (بيان واضح لمزيد فضل هذه الأمة على الأمم السابقة) (¬1)، كما وردت في هذا الحديث روايات عديدة تدل جميعها على فضل الأمة الإسلامية، وهدايتها ليوم الجمعة وتشريفها به، وتكريم اللَّه لها في الدنيا والآخرة على سائر الأمم.
ب- قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بشر هذه الأمة بالسناء والدين والمنعة، والنصر، والتمكين في الأرض. . ." (¬2) فهذه المعاني تتطابق مع معاني التميُّز تطابقًا تامًا.
ج- قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كأنَّه بين صلاة العصر إلى كروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأعطوا قيراطًا قيراطًا، ثمَّ أوتي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا إلى صلاة العصر ثمَّ عجزوا فأعطوا قيراطًا قيراطًا، ثمَّ أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين: أي ربنا أعطيت هولاء قيراطين قيراطين، وأعطيتنا قيراطًا
¬__________
(¬1) انظر: ابن حجر: فتح الباري شرح صحيح البخاري: (2/ 356)، شرح الحديث رقم: (876)، تحقيق: عبد العزيز بن عبد اللَّه بن باز ومحمد فؤاد عبد الباقي، نشر وتوزيع: رئاسة إداراث البحوث العلمية والإفتاء. . . الرياض، (بدون تاريخ). وانظر: مسلم: صحيح مسلم: (2/ 585 - 586)، كتاب الجمعة، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).
(¬2) أخرجه الإمام أحمد: مسند الإمام أحمد بن حنبل: (5/ 134)، ترتيب: دار إحياء التراث العربي بيروت: (6/ 165، 161)، الحديث رقم: (20715) و (20716) و (20717) و (20718)، الطبعة الأولى: (1412 هـ - 1991 م). وانظر: البرهان فوري: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: الحديث رقم: (34465)، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت: (1413 هـ - 1993 م)، (ضبطه وفسر غريبه: بكري حيّاني، وصححه ووضع فهارسه ومفتاحه: صفوت السقا). وانظر: جامع الأصول لابن الأثير: (9/ 203)، (مرجع سابق).

الصفحة 53