كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 2)
اللَّه وسلامه عليه- يصر على بعض دور الصحابة، فيقف عند بعضها يستمع القرآن في ظلام الليل. . . وروي عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار" (¬1).
وكان من منهجهم في حفظه ودراسته ما ذكره ابن كثير وغيره عن عبد اللَّه بن مسعود، وأبي عبد الرحمن السلمي، حيث ذكر أن عبد اللَّه بن مسعود كان يقول: (والذي لا إله غيره! ما من كتاب اللَّه سورة إلَّا أنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم أحدًا هو أعلم بكتاب اللَّه مني، تبلغه الإبل، لركبتُ إليه) (¬2).
ونقل عنه أيضًا أنه قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن) (¬3)، وذكر أن عبد الرحمن السلمي كان يقول: (حدثنا الذين كانوا يقرئوننا [زاد ابن تيمية قوله: عثمان بن عفان وعبد اللَّه بن مسعود وغيرهما] أنهم كانوا يستقرئون من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعًا) (¬4).
ولأم المؤمنين عائشة -رضي اللَّه عنهما- كلام حول هذا المعنى، فقد ورد عنها في
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري: صحيح البخاري 4/ 1547، الحديث رقم [3991] كتاب المغازي - باب: غزوة خيبر، (ترتيب البُغا) (مرجع سابق).
(¬2) أخرجه مسلم: صحيح مسلم 4/ 1913، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل عبد اللَّه بن مسعود وأمه الحديث رقم [2463]، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).
(¬3) تفسير القرآن العظيم 1/ 3 (مقدمة الكتاب)، (مرجع سابق).
(¬4) المرجع السابق نفسه: ص 3. وانظر: ابن تيمية: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 13/ 402، (مرجع سابق).