كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 2)

ومِمَّا ورد عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- في وجوب الأخذ بالسُّنَّة أحاديث كثيرة؛ لعل من ألصقها بهذا السياق ما ورد من قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا ألفينَّ أحدكم متكئًا على أريكته يأتيه الأمر من أمري، مِمَّا أمرتُ به، أو نهيت عنه، فيقول: لا ندري ما وجدنا في كتاب اللَّه اتبعناه" (¬1).
وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم [لحم] الحمار الأهلي ولا أكل ذي ناب من السبع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه" (¬2)، وقد وردت لهذا الحديث روايات أخرى جاء في بعضها: "وإن ما حرم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مثل ما حرَّم اللَّه" (¬3).
ثُمَّ إنَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يؤى في وصاياه لأُمَّته على الالتزام بالكتاب والسُّنَّة، وكان يقول: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب اللَّه وسنتي" (¬4)، ويقول: "فإن خير الحديث كتاب اللَّه، وخير الهدي هدي [محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-]، وشر الأمور محدثاتها. . . " (¬5).
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود: سنن أبي داود 4/ 199، الحديث رقم (4605)، (مرجع سابق).
(¬2) أخرجه أبو داود: سنن أبي داود 4/ 199، الحديث رقم: (4604)، (مرجع سابق).
(¬3) أخرجه الإمام أحمد: مسند الإمام أحمد 4/ 132 الحديث رقم: (1674)، ترتيب: دار إحياء التراث العربي: 5/ 118، 119، (مرجع سابق)، وانظر: الشافعي: الرسالة: ص 90 (مرجع سابق). وانظر: عبد الغني عبد الخالق: حجيَّة السنة: ص 308 - 338، (مرجع سابق).
(¬4) سبق تخريجه في مقدمة البحث: ص 22.
(¬5) أخرجه مسلم: صحيح مسلم 2/ 592، الحديث رقم [867]، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق). وانظر: ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 2/ 1161 الحديث رقم [2300]، تحقيق: أبي الأشبال، (مرجع سابق).

الصفحة 546