كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 2)

الجاهليَّة، ولا يلهمهم الذوق الأدبي أن نظرة واحدة كافية لليقين بإدحاض نسبتها إلى امرئ القيس أو غيره من شعراء الجاهلية) (¬1).
وانتقد أحد المستشرقين القول بأنَّ محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- تأثر بشعر (أُمَيَّة بن الصلت) وأنَّ ذلك الشعر من مصادر القرآن الكريم بقوله: (أمَّا القول بأن محمدًا قد اقتبس شيئًا من قصائد أُمَيَّة فهو زعم بعيد الاحتمال) (¬2).
إلَّا أنَّه سقط هو أيضًا في الدعوى الاستشراقية الدراجة في أوساط المستشرقين، وهي الزعم بأنَّ اليهودية والنصرانية هما مصدرا القرآن الكريم، وأدرج الرسول محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- في زمرة المتأثرين بأهل الكتاب؛ إذ يقول: (ومحمد وأُمَيَّة وغيرهما من رجال الدين. . اقتبسوا جميعًا من مصادر واحدة) (¬3).

وقد عُلِّق على أقواله بردودٍ من أبرزها:
• إنَّ المشركين لم يعدوا شعر أميّة بن أبي الصلت من مصادر القرآن مع شدّة عدائهم للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وحاجتهم والحالة هذه لمثل هذا القادح، وإذ لم يجعلوه مصدرًا من مصادر القرآن الكريم تبين من ذلك أنَّه (¬4) (لم تكن مشابهة بين شعر أُميَّة والقرآن المجيد) (¬5).
¬__________
(¬1) الإسلاميات، المجلد السابع، الجزء الثالث: ص 258، الطبعة الأولى، 1974 م، دار الكتاب اللبناني، بيروت، وانظر: التهامي نقرة: القرآن والمستشرقون: مناهج المستشرقين: 1/ 34، (المرجع السابق نفسه).
(¬2) نقلًا عن دائرة المعارف الإسلاميَّة: 4/ 436، (مرجع سابق).
(¬3) دائرة المعارف الإسلاميَّة: 4/ 463، (المرجع السابق نفسه).
(¬4) انظر: محمد معرفة: تعليق على مادة (أُمَيَّة بن أبي الصلت) في دائرة المعارف الإسلاميَّة؛ المرجع السابق نفسه: 4/ 465.
(¬5) محمد عرفة: المرجع السابق نفسه: 4/ 465، ولا ينفي ذلك كون الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قد سمع شعر أمية وأثنى عليه، كما ورد لدى مسلم: صحيح مسلم: 4/ 1767، كتاب الشعر، الحديث رقم (2255)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).

الصفحة 570