كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 2)

السوي للأُمَّة الإسلاميَّة، وقدمت الحلول الجذرية لمشكلات الحياة (¬1)، وقد وصف بعض المستشرقين السنّة بأنها: (إطار من الفولاذ حول ذلك البناء الاجتماعي العظيم) (¬2)، وهدم هذا الإطار الفولاذي لايتأتى إلَّا بإنكار صحة السنّة بأيِّ أسلوب كان، ليسهل عليهم جعل الإسلام موافقًا للأفكار الغربية، وخاضعًا لها (¬3).
4 - إنَّ مِمَّا حملهم على ركوب متن الشطط في دعواهم ضد السنة ما رأوه في الحديث النبوي (من ثروة فكرية وتشريعية مدهشة وهم لا يعتقدون بنبوة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- فادعوا أن هذا لا يعقل أن يصدر كله عن محمد الأمي بل هو من عمل المسلمين خلال القرون الثلاثة الأولى) (¬4) من تاريخ الإسلام، ولكن محاولاتهم كلها ستبوءُ بالإخفاق، وسيكونون كما قال الشاعر:
كناطح صخرة يومًا ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل (¬5)
لأنَّ السنة محفوظة بحفظ القرآن الكريم، ولأنَّها وحي اللَّه -عز وجل- أمَّا الأقوال الاستشراقية في الحديث النبوي الشريف التي تبين موقفهم
¬__________
(¬1) انظر: محمد لقمان السلفي: السنة. .: ص 257، (مرجع سابق).
(¬2) محمد أسد: المرجع السابق نفسه: ص 37.
(¬3) انظر: محمد لقمان السلفي: السنة. .: ص 257، (مرجع سابق).
(¬4) انظر: محمد لقمان السلفي: السُّنَّة. .: ص 215، (المرجع السابق نفسه).
(¬5) ينسب هذا البيت إلى الأعشى ميمون بن قيس. انظر: حنَّا نصر الحتي: شرح ديوان الأعشى الكبير (ميمون بن قيس): ص 286 البيت رقم [49] من قصيدة عنون لها الشارح (نحن الفوارس) وقد أورد الشارح (ليفْلِقَها) بدلًا من (ليوهنها) وذكر بأنَّ الأخيرة وردت في بعض الروايات، الطبعة الأولى 1412 هـ - 1992 م، عن دار الكتاب العربي - بيروت.
وانظر: محمد محيي الدين عبد الحميد: عدة المسالك إلى تحقيق أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك لابن هشام: 3/ 218، الطبعة الخامسة، 1399 هـ - 1979 م، عن دار الجيل - لبنان.

الصفحة 575