كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 2)

أولهما: أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يأمر بالإحسان في التعامل مع ذوات الأرواح حتى في القتل والذبح، وينهى عن العبث بها أو أنْ تتخذ هدفًا، أو تقتل صبرًا أو تحرق، فقد ورد عنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه "نهى أن يقتل شيء من الدواب صبرًا" (¬1).
والآخر: أنَّ من الثابت في سيرته -صلى اللَّه عليه وسلم- ما يحدث من شكوى بعض العجماوات إليه، وعلى سبيل المثال: القصّة التي رواها الإمام أحمد عن (الحُمَّرَة) (¬2) التي جاءت: "ترف على رأس الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ورؤوس أصحابه" (¬3)، فسأل الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- أصحابه: "أيكم فجع هذه"؟ فقال رجل من القوم: أنا أصبت لها بيضًا. قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اردده" (¬4).
وخلاصة القول: أنَّ المراد بالعَالَمِيَّة هنا ما اتسم به تميُّز الأُمَّة
¬__________
= مواد ملوثة، وكلما ازدادت هذه لتناوله هذه القضية في وقت سابق لظهور أهميتها والأهم من ذلك طرحه التدابير الواقية من فسادها واختلال التوازن فيها؛ لمزيد من الاطلاع على هذا انظر: عبد الوهاب العشري: التلوث البيئي. . والإعجاز العلمي للقرآن الكريم، مجلة تجارة الرياض: ص 34، 35، العدد [378]، السنة [33] رمضان 1414 هـ - 1994 م.
وانظر: محمد أحمد رشوان: تلوث البيئة وكيف عالجه الإسلام: ص 47 - 69، من منثورات جامعة الإمام، 1414 هـ - 1994 م.
(¬1) أخرجه مسلم: صحيح مسلم: 3/ 1550، الحديث رقم: (1959)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق)، وانظر: مقال مسفر بن سعيد بن دماس الغامدي: رحمه اللَّه. .؛ ص 219، (مرجع سابق)، مجلة البحوث الإسلاميَّة.
(¬2) (الحُمَّرَة: بضم الحاء وتشديد الميم وقد تخفف: طائر صغير كالعصفور). ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر: ص 439 مادة (حمر)، (مرجع سابق).
(¬3) أخرجه أحمد: المسند للإمام أحمد: 1/ 404، بتحقيق: أحمد شاكر: 5/ 320، الحديث رقم: (3835)، وقال: "حديث صحيح"، (مرجع سابق).
(¬4) جزء من الحديث السابق نفسه.

الصفحة 591