كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 2)
وسلمان الفارسي، مِمَّا يرمز إلى رابطة أخرى غير رابطة الجنس والوطن ونحوهما من الروابط الأخرى، وإنَّما قامت الأُمَّة على رابطة التقوى والإيمان باللَّه) (¬1).
ب- ومِمَّا يؤكد مفهوم عالميَّة الإسلام: (ما قام به الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ من إرسال الكتب، وبعث الرسل إلى من عاصره من ملوك وحكام، غير مستند في ذلك إلى قوته الماديَّة أو منعه جيشه إذ لم يكن يملك من ذلك [إلَّا الشيء القليل]. . . ولكنه كان يبشر بدعوة الخير، منطلقًا من يقينه بضرورة أن يشع نورها في أرجاء المعمورة فيمحو ظلام النفوس. . . ويعفي على فساد الواقع. . . معتمدًا قبل كل شيء على نصر اللَّه وتأييده) (¬2)، ومبلغًا رسالة ربه (¬3).
ج- ومِمَّا يؤكد عالميَّة الأُمَّة الإسلاميَّة مجيء الوفود إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المدينة، قال ابن إسحاق: (لما افتتح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مكَّة، وفرغ من تبوك، وأسلمت ثقيف وبايعت، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه) (¬4).
وقال ابن هشام: (إنَّ ذلك في سنة تسع، وأنَّها كانت تسمى سنة الوفود) (¬5)، وقد علل المؤرخون في القديم والحديث أسباب توافد العرب
¬__________
(¬1) انظر: موقف المستشرقين من عالميَّة تميز الأُمَّة الإسلاميَّة: في الصفحات (707 - 730) البحث نفسه.
(¬2) محمد عقلة: الإسلام دعوة عالميَّة ونظام محكامل للحياة، مجلة المنهل، العدد [452]، رجب 1407 هـ: ص 8، (مرجع سابق).
(¬3) للاطلاع على كتب الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ورسله إلى الملوك والعظماء والجبابرة في عصره؛ انظر: موقف المستشرقين من عالمية تميز الأمَّة الإسلاميَّة: ص (715 - 718)، البحث نفسه.
(¬4) السيرة النبوية لابن هشام: 4/ 203، (مرجع سابق).
(¬5) المرجع السابق نفسه: 4/ 203.