كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 2)

يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158] (¬1)، فهذه الآيات وغيرها ذكر ابن كثير أنها: (خطاب للناس جميعًا الأحمر والأسود، العربي والعجمي، وهذا من شرفه وعظمته -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ لأنه خاتم النبيين، وأنّه مبعوث إلى الناس كافة) (¬2).
وقال الألوسي في ذلك: (أمر -صلى اللَّه عليه وسلم- بأن يصدع بما فيه تكبيت لليهود الذين حرموا أتباعه، وتنبيه لسائر الناس على افتراء من زعم منهم أنّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسل إلى العرب خاصة. . ببيان عموم رسالته -صلى اللَّه عليه وسلم- وهي عامَّة للثقلين) (¬3).
ومن الأحاديث الشريفة قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أعطيتُ خمسًا لم يعطهن أحدٌ قبلي" (¬4) وذكر منها: "وبعثتُ إلى الناس عامَّة"، ومنها قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمَّة يهودي ولا نصراني، ثمَّ يموت ولم يؤمن بالذي أرسلتُ به إلَّا كان من أصحاب النار" (¬5).
يقول الشوكاني في تفسيره لقوله تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} الآية: (بعث اللَّه محمدًا صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى الأحمر والأسود، فقال: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} والأحاديث الصحيحة الكثيرة في هذا المعنى مشهورة) (¬6).
ومن السنَّة -أيضًا- ما رواه البخاري عن عدي بن حاتم قال: (بينا أنا
¬__________
(¬1) والغريب في أمر (فنسك) أنَّه اجتزأ آخر هذه الآية عن سياقه، وسياقه جاء خطابًا للناس جميعًا بأن النبي الأمي الذي يؤمن باللَّه وكلماته مرسلًا لجميع الناس وأن عليهم اتباعه.
(¬2) تفسير القرآن العظيم: 2/ 255، (مرجع سابق)، وانظر: البيضاوي: أنوار التنزيل 1/ 363 (مرجع سابق).
(¬3) روح المعاني 9/ 82، (مرجع سابق).
(¬4) سبق تخريجه؛ ص 686، (البحث نفسه).
(¬5) سبق تخريجه؛ ص 686، (البحث نفسه).
(¬6) فتح القدير: 2/ 255، (مرجع سابق).

الصفحة 619