كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 2)
باسم رب العالمين، وهذا عدا الآيات التي ذكر فيها بالنص الواضح أنَّه -عليه السلام- قد أرسل إلى الناس كافَّة، وأن القرآن قد تنزل عليه ليقرأ على الناس) (¬1).
أمَّا الأدلة العقليَّة فمنها ما أشار إليه العقاد بقوله: (بأنَّ القرآن الكريم جاء خطابًا من اللَّه على لسان المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- لعباد اللَّه، ويستحيل أن يكون أبناء الجزيرة العربية دون غيرهم من البشر في جميع البلدان هم عباد اللَّه) (¬2).
ومِمَّا يذكر في الرد -أيضًا- أنَّ (سوندرس): (كان منساقًا مع إغراء المقارنة في غير موضع للمقارنة. . من حصر الدعوة الإسلاميَّة بين أبناء الجزيرة العربيَّة التماسًا لوجوه الشبه -التي لا وجود لها- بين الدعوة إلى الموسويَّة والدعوة المسيحية والدعوة إلى الإسلام، فإنَّ أتباع موسى -عليه السلام- قد دخلوا أرض الميعاد بعد وفاته، وأتباع عيسى -عليه السلام- هم الذين قاموا بتوجيه الدعوة إلى العالم بعد حصرها في بني إسرائيل، فينبغي على هذا القياس ذهابًا مع شهوة المقارنة بين الأديان في غير موضع للمقارنة أن يكون خلفاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هم الذين نشروا الإسلام بين الأمم غير العربيَّة، ولم يكن ذلك من برنامج محمد عليه الصلاة والسلام ولا من أصول رسالته إلى قومه) (¬3).
ومِمَّا يكشف حقيقة مقولة (سوندرس) وأبعادها أنَّ رأيه في عالمية الإسلام جاء في سياق حديثه في مقال بعنوان: "الخليفة عمر المستعمر العربي" (¬4)، ولكي يجري المقارنة بين انتشار الإسلام وانتشار اليهودية والنصرانية عمَد إلى التشكيك في عالمية الإسلام، بل قاده هواه وغرضه إلى نفيها.
¬__________
(¬1) أحمد إبراهيم الشريف، نقلًا عن عباس محمود العقاد: الإسلام دعوة عالمية: ص 128، (المرجع السابق نفسه).
(¬2) الإسلام دعوة عالمية: ص 128، (المرجع السابق نفسه).
(¬3) المرجع السابق نفسه: ص 130، 127.
(¬4) انظر: المرجع السابق نفسه: ص 127.