كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)
بعضها بمعناه اللغوي وآخر بمدلوله الشرعي أو الاصطلاحي يحدد معناه السياق الذي جاءت فيه تلك الأوجه، وتناولته كتب التفسير (¬1)، وعلوم القرآن وبخاصة كتب الأشباه والنظائر (¬2).
ولعل الراغب الأصفهاني في كتابه: مفردات ألفاظ القرآن ألمَّ بجلِّ تلك الأوجه في قوله: (والأمَّة: كل جماعة يجمعهم أمر واحد، أو زمان واحد، أو مكان واحد، سواء كان ذلك الأمر الجامع تسخيرًا أو اختيارًا، وجمعها أمم، وقوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأنعام: 38] أي: كل نوع منها على طريقة قد سخرها اللَّه عليها بالطبع، فهي من بين ناسجة كالعنكبوت، وبانية كالسرافة، ومدخرة كالنمل، ومعتمدة على قوت وقته كالعصفور والحمام، إلى غير ذلك من الطبائع التي تخصص بها كل نوع.
وقوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [البقرة: 213] أي: صنفًا واحدًا
¬__________
(¬1) انظر: ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: 1/ 36 و 2/ 438، (مرجع سابق).
(¬2) انظر من هذه الكتب:
- نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر في القرآن الكريم: جمال الدين بن الجوزي. ص: (142 - 144)، تحقيق: محمد عبد الكريم الراضي، الطبعة الأولى: (1404 هـ)، مؤسسة الرسالة، بيروت.
- قاموس القرآن الكريم، أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم: للحسيني الدامغاني، ص: (42)، تحقيق: عبد العزيز سيد الأهل، الطبعة الخامسة: (1985 م)، دار العلم للملايين، بيروت.
- تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: لأثير الدين بن حيان الأندلسي: ص: (51)، تحقيق: سمير المجذوب، الطبعة الأولى: (1403 هـ/ 1983 م)، المكتب الإسلامي، بيروت.
- مفردات ألفاظ القرآن: للراغب الأصفهاني: ص: (86)، تحقيق: صفوان عدنان داوودي، الطبعة الأولى: (1412 هـ - 1992 م)، دار القلم، دمشق.