كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

وعلى طريقة واحدة في الضلال والكفر (¬1)، وقوله: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً} [هود: 118] أي: في الإيمان، وقوله: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} [آل عمران: 104] أي: جماعة يتخيرون العلم والعمل الصالح يكونون أسوة لغيرهم، وقوله: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} [الزخرف: 22] أي: على دين مجتمع. . .، وقوله تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [يوسف: 45] حين، وقرئ: بعد أمة، أي: بعد نسيان، حقيقة ذلك بعد انقضاء أهل عصر أو أهل دين.
وقوله: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ} [النحل: 120] أي: قائمًا مقام جماعة في عبادة اللَّه، نحو قولهم: فلان قبيلة. وروي: "أنَّه يحشر زيد بن عمرو بن نفيل أمة وحده" (¬2).
وقوله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} [آل عمران: 113]، أي: جماعة) (¬3).
يتضح من قول الراغب أنَّ الأمَّة في القرآن الكريم جاءت على تسعة أوجه، هي (¬4):
¬__________
(¬1) انظر: تفسير هذه الآية لدى ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: (1/ 250)، (مرجع سابق)، وفي تفسيرها عدة أقوال منها ما ذكره الراغب أعلاه، ومنها ما روي عن ابن عباس قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث اللَّه النبيين مبشرين ومنذرين.
(¬2) أخرجه الهيثمي: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: (9/ 417)، الطبعة الثالثة: (1402 هـ - 1982 م)، عن دار الكتاب العربي، بيروت، وأصل حديث زيد بن عمرو بن نفيل أخرجه البخاري: صحيح البخاري: (3/ 1391)، الحديث رقم: [3614/ 3615]، تحقيق: مصطفى ديب البغا.
(¬3) الراغب الأصفهاني: مفردات ألفاظ القرآن: ص: (86، 87)، مادة (أمَّ)، (مرجع سابق).
(¬4) انظر: جمال الدين بن الجوزي: نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر: ص: =

الصفحة 69