كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)
كانت ترجمة هذا المصطلح تشويهًا لمحتواه، ومن الواجب أن يبقى كما هو في أصله العربي في أية ترجمة كانت) (¬1).
خامسًا: دلالة (الأمة) في الحديث النبوي الشريف:
تبين مما سبق أنه استعمل في بعض المعاني التي جاءت في القرآن الكريم كقوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً. . .} [النحل: 120] وروي عنه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنَّه قال عن زيد بن عمرو بن نفيل: "يبعث يوم القيامة أمة وحده" (¬2)، واستعمله -صلى اللَّه عليه وسلم- للدلالة على بعض الأجناس من المخلوقات كقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها" (¬3)، وقوله عن النمل: "أحرقت أمة من الأمم تسبح" (¬4).
وعند الرجوع لكتب السنة ومعاجمها يلحظ أنَّ لفظ (أمَّة) قد ورد بكثرة زادت عن ثلاثمئة وثمانين مرة (¬5)، وإذا أنعم النظر في استخدام لفظ (أمة) في الحديث النبوي الشريف تبيَّن أنَّه جاء مشابهًا لاستخدامه في القرآن الكريم وفي الأوجه التي استخدم فيها في القرآن الكريم، ولكن وردت
¬__________
(¬1) ماجد عرسان الكيلاني: الأمة المسلمة، ص: (27)، (مرجع سابق).
(¬2) سبق تخريجه: ص (80)، (البحث نفسه).
(¬3) سبق تخريجه: ص: (74)، (البحث نفسه).
(¬4) أخرجه البخاري: صحيح البخاري: (3/ 1099)، كتاب الجهاد، باب: [150]، الحديث رقم: [2856]، بتحقيق: مصطفى ديب البُغا، الطبعة الرابعة: (1410 هـ/ 1990 م، عن دار ابن كثير، دمشق، والحديث عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "قرصت نملة نبيًّا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى اللَّه إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمَّة من الأمم تسبح اللَّه". ورواه مسلم عن أبي هريرة: صحيح مسلم 4/ حديث [2241]، بلفظ: "أهلكت أمة من الأمم تسبح"، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).
(¬5) انظر: المعجم المفهرس: إعداد لفيف من المستشرقين ومحمد فؤاد عبد الباقي: (1/ 92 - 98)، مادة (أمَّة)، عن مكتبة بريل في مدينة ليدن سنة 1936 م.