كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

- قال القرطبي: (والآية في أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-) (¬1).
- وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية: (الذين اصطفينا من عبادنا وهم هذ الأمة) (¬2).
- وقال السعدي: (لمَّا كانت هذه الأمة، أكمل عقولًا، وأحسنهم أفكارًا، وأرقهم قلوبًا، وأزكاهم أنفسًا اصطفاهم تعالى، واصطفى لهم دين الإسلام، وأورثهم الكتاب المهيمن على سائر الكتب؛ ولهذا قال: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32] (وهم هذه الأمَّة) (¬3).
ثم هل المقصود بهذا التصنيف أمة الدعوة، أو أمة الإجابة والاتباع؟:
- فالذي عليه أكثر المفسرين وعليه مذهب أهل السنة والجماعة هو أنَّ المقصود به أمة الإجابة والاتباع، قال ابن كثير: (روى غير واحد من السلف أن الظالم لنفسه من هذه الأمة من المصطفين على ما فيه من عوج وتقصير. وقال آخرون: بل الظالم لنفسه ليس من هذه الأمة ولا من المصطفين الوارثين للكتاب. . والصحيح أن الظالم لنفسه من هذه الأمة، وهذا اختيار ابن جرير كما هو ظاهر الآية، وكما جاءت به الأحاديث عن
¬__________
= (3/ 612)، رتبه: مصطفى حسين أحمد، طبعة دار الكتاب العربي، بيروت، (بدون تاريخ).
(¬1) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: (14/ 222)، (مرجع سابق).
(¬2) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: (3/ 554)، (مرجع سابق). وانظر: فتح القدير للشوكاني: (4/ 349، 350)، طبعة دار الفكر، (بدون تاريخ).
(¬3) عبد الرحمن بن ناصر السعدي: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنَّان: (6/ 320)، تحقيق: محمد زهري النجار، طبع ونشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والدعوة والإرشاد - الرياض: (1410 هـ)، وانظر: سيد قطب: في ظلال القرآن: (5/ 2944)، (مرجع سابق).

الصفحة 83