كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)

رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من طرق يشد بعضها بعضًا، ونحن إن شاء اللَّه تعالى نورد منها ما تيسر) (¬1).
- ثم أورد جملة أحاديث تؤكد ذلك منها: ما رواه أسامة بن زيد -رضي اللَّه عنهما- قال في قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر: 32] الآية: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كلّكم من هذه الأمة" (¬2)، وروي عن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- قوله: (هم أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ورثهم اللَّه كل كتاب أنزله، فظالمهم يغفر له، ومقتصدهم يحاسب حسابًا يسيرًا، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب) (¬3).
- ومنها ما روي عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- قال: (أن هذه الأمة ثلاثة أثلاث، يوم القيامة ثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلث يحاسبون حسابًا يسيرًا، وثلث يجيئون بذنوب عظام حتى يقول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ما هؤلاء؟ وهو أعلم تبارك وتعالى، فتقول الملائكة: هؤلاء جاؤوا بذنوب عظام إلا أنهم لم يشركوا بك شيئًا، فيقول الرب -عز وجل-: أدخلوا هؤلاء في سعة رحمتي. وتلا عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه- هذه الآية: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32] الآية (¬4).
¬__________
(¬1) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: (3/ 555)، (مرجع سابق).
(¬2) رواه الطبراني، عن عبد اللَّه بن مسعود وعن أسامة بن زيد، في الكبير: (1/ 167)، وأخرجه الهيثمي: مجمع الزوائد: (7/ 96)، عن أسامة بن زيد. وانظر: الترمذي: الجامع الصحيح: (5/ 338، 339)، الحديث رقم: (3225)، تحقيق: كمال يوسف الحوت، (مرجع سابق)، وصححه الألباني.
(¬3) عبد اللَّه بن عباس: صحيفة علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في تفسير القرآن الكريم: ص: (415)، تحقيق: راشد عبد المنعم الرجَّال، (مرجع سابق)، وانظر: القاضي أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد: (4/ 438)، الطبعة الأولى: (1413 هـ - 1993 م) عن دار الكتب العلمية - بيروت.
(¬4) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: (3/ 555 - 556)، (مرجع سابق).

الصفحة 84