كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)
- وذهب القرطبي إلى هذا بقوله: (وهذا قول ستة من الصحابة وحسبك) (¬1)، قال أبو القاسم الغرناطي: (قال عمر وابن مسعود وابن عباس وكعب وعائشة وأكثر المفسرين هذه الأصناف الثلاثة في أمَّة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-) (¬2).
واختاره الشوكاني بقوله: (وقد روي هذا القول عن عمر وعثمان وابن مسعود وأبي الدرداء وعائشة، وهذا هو الراجح) (¬3).
- ولابن قيم الجوزية وقفة متأنية ناقش فيها سائر الأقوال المتعارضة في هذه الآية وبين حجج كل فريق وأدلته، ثم رجَّح القول بأنَّ الأصناف الثلاثة كلُّهم من هذه الأمة أُمَّة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- أمَّة الإجابة والاتباع المصطفاة، وأن الأدلة على ذلك (قد بلغت في الكثرة إلى حدٍّ يشدُّ بعضها بعضًا، ويشهد بعضها لبعض) (¬4).
ثم ساق أدلة أخرى تؤيد هذا القول، وقال بعدها: (فهذه الآثار يشدُّ بعضها بعضًا، وإنَّها قد تعددت طرقها، واختلفت مخارجها، وسياق الآية يشهد لها بالصحة فلا نعدل عنها) (¬5).
وعلى هذا فإنَّ أمَّة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- تطلق ويراد بها:
¬__________
(¬1) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: (14/ 221)، (مرجع سابق). وانظر: ابن عطية: المحرر الوجيز: (4/ 438)، (المرجع السابق نفسه).
(¬2) أبو القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي: التسهيل لعلوم التنزيل، ص 548، طبعة الدار العربية للكتاب (بدون تاريخ).
(¬3) الشوكاني: فتح القدير: (4/ 349)، (مرجع سابق). وانظر: السعدي: تيسير الكريم الرحمن: (6/ 320)، (مرجع سابق). وانظر: سيد قطب: في ظلال القرآن: (5/ 2944)، (مرجع سابق).
(¬4) ابن قيم الجوزية: طريق الهجرتين وباب السعادتين: ص: (365)، (مرجع سابق).
(¬5) المرجع السابق نفسه: ص: (369)، وانظر: تفصيل التعارض والترجيح وأدلة كل فريق في الصفحات من: (341)، حتى (369)، (المرجع السابق نفسه).