كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه (اسم الجزء: 1)
وقد ورد مسمَّى (أمَّة) على هذه الطائفة أو الفرقة أو العصبة من أمَّة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما أخرجه البخاري عن معاوية أنَّه سمع الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر اللَّه ما يضرهم من كذبهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر اللَّه وهم على ذلك" (¬1)، فدلَّ ذلك على أمَّة الاتباع وهم أخصُّ من أُمَّة الإجابة، وللعلماء فيها عدة أقوال منها:
- ما ورد في بعض الروايات لدى البخاري أنهم أهل العلم (¬2).
- وقال الإمام أحمد بن حنبل: إنَّهم أهل الحديث (¬3).
- وقال القاضي: (إنَّما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذاهب أهل الحديث) (¬4).
- وقال الشاطبي: (إنهم جماعة أئمة العلماء المجتهدين). وقال:
¬__________
(¬1) صحيح البخاري: (8/ 189)، الباب: [29]، من كتاب التوحيد، وفيه روايات عديدة لدى البخاري ومسلم.
وانظر: ابن تيمية: الجواب الصحيح. . 1/ 362، (مرجع سابق). توثيق هذا الحديث وذكر طرقه لدى ابن الأثير جامع الأصول: (10/ 37)، (مرجع سابق). وانظر: المقدمة: ص: (21)، (البحث نفسه).
(¬2) انظر: صحيح البخاري: (8/ 149)، كتاب الاعتصام باب: [10]، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق). وانظر: باب: [19]، ص: (156)، (المرجع السابق نفسه).
(¬3) وذهب إلى هذا القول كثير من العلماء منهم: علي بن المديني، ويزيد بن هارون وعبد اللَّه بن المبارك. انظر: البغدادي: شرف أصحاب الحديث: ص: (26، 27)، تحقيق: محمد سعيد خطيب أوغلي، (بدون تاريخ). وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني: (1/ 480، 481)، طبعة: (1415 هـ/ 1995 م)، عن دار المعارف، الرياض.
(¬4) ابن حجر: فتح الباري شرح صحيح البخاري: (1/ 164)، والمباركفوري: تحفه الأحوذي بشرح جامع الترمذي: (6/ 359، 360)، الحديث رقم: (2287)، الطبعة الأولى: (1410 هـ - 1990 م)، عن دار الكتب العلمية، بيروت.