كتاب وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - «وأظلمت المدينة»
قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللهِ (¬1).
وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا تَرَى رَأْيَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَكُنْ أَوْصَى بِشَيْءٍ خَاصٍّ.
43 - عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ كَانَ وَصِيًّا، فَقَالَتْ: (مَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ وَقَدْ كُنْتُ مُسْنِدَتَهُ إِلَى صَدْرِي، أَوْ قَالَتْ: حَجْرِي؟! فَدَعَا بِالطَّسْتِ، فَلَقَدِ انْخَنَثَ (¬2) فِي حَجْرِي فَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَمَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ؟!) (¬3).
وَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي تِلْكَ اللَّحَظَاتِ الصِّعَابِ يُعَانِي النَّزْعَ الشَّدِيدَ، كَمَا رَوَتْ عَائِشَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ.
¬__________
(¬1) صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ، كِتَابُ الْوَصَايَا، بَابُ الْوَصَايَا وَقَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَصِيَّةُ الرَّجُلِ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ" (4/ 3) رَقْمُ الْحَدِيثِ: (2740).
(¬2) انْخَنَثَ: انْكَسَرَ وَانْثَنَى؛ لِاسْتِرْخَاءِ أَعْضَائِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، انْظُرْ: "النِّهَايَةُ فِي الْغَرِيبِ" (2/ 158).
(¬3) صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ، كِتَابُ الْوَصَايَا، بَابُ الْوَصَايَا وَقَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَصيَّةُ الرَّجُلِ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ" (4/ 3) رَقْمُ الْحَدِيثِ: (2741).
الصفحة 69